الأتيكيت الحقيقي تعلمناه منذ 14 قرن

الأتيكيت الحقيقي تعلمناه منذ 14 قرن

الأتيكيت ليس الشوكة و السكينة و الملعقة !! و لا هو تهذيب للتصرفات و الأفعال و الكلمات فقط…

و إنما هو قاعدة أصلها آية قرآنية تنص على حسن التعامل و الصدق مع النفس … الاتيكيت اصله تعاليم الدين الإسلامي..
و الاتيكيت له أشكال متعددة و مواقع مختلفة في حياتنا اليومية, تختلف في مجال العمل عن علاقتنا في الخارج أو تصرفاتنا مع أزواجنا و أولادنا..

يقول أحد المتخصصين بفن الإتيكيت :

اطلعت على المدرسة السويسرية للإتيكيت وتعرفت على المدرسه الفرنسية للإتيكيت و لكني انبهرت و تأثرت بمدرسة محمد عليه الصلاة و السلام في الإتيكيت ” حسن التعامل مع الآخرين ” :

1- للأسف يبهرنا مشهد ممثل أجنبي يطعم زوجته في الأفلام الأجنبية و لا ننبهر بالحديث الشريف “إن أفضل الصدقة لقمة يضعها الرجل في فم زوجته”

2- يعتقدون أن تبادل الورود بين الأحبة عادة غربية و نسوا الحديث الشريف : (من عرض عليه ريحان فلا يرده فانه خفيف المحمل طيب الريح ) .

3- ينبهرون عندما يرون الرجل الغربي يفتح باب السيارة لزوجته ولن يعلموا انه في غزوة خيبر جلس رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على الأرض وهو مجهد و جعل زوجته صفيه تقف على فخذه الشريف لتركب ناقتها، هذا سلوكه فالمعركة فكيف كان في المنزل ؟!!!

4- كان وفاة رسولنا الكريم في حجر أم المؤمنين عائشة و كان بإمكانه أن يتوفى و هو ساجد لكنه اختار أن يكون آخر أنفاسه بحضن زوجته ..

5- عندما كان النبي مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما يريد أن يشرب يأخذ نفس الكأس الذي شربت فيه و يشرب من نفس المكان الذي شربت منه ..

* ولكن ماذا يفعل أولئك الذي انبهرنا بإتيكيتهم في مثل هذه الحالة .

6- (قال رسول الله إنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى فم امرأتك ) إنها المحبة والرومانسية الحقيقة من الهدي النبوي ..

* لكن عند اهل الايتيكيت الغربي ومن انبهروا بهم المرأة تحاسب في المطعم عن نفسها و زوجها يحاسب عن نفسه

7- سئلت السيدة عائشه ما كان رسول الله يعمل في بيته ؟ قالت كان بشراً من البشر يخيط ثوبه و يحلب شاته و يخدم نفسه و أهله ..

*وفي الإتيكيت الغربي يقولون للعالم اخدم نفسك بنفسك !

الاتيكيت العملي :

مطابق تماما لفن الإدارة و القيادة كما عرفناه لدى كل من الصحابي الجليل أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب أما الاتيكيت الاجتماعي فيتمثل في طاعة الزوجة لزوجها مهما كانت تشغل من مناصب اجتماعية و مهنية فإذا أمرت المرأة أن تسجد لغير الله فلتسجد لزوجها,

و لو تطرقنا للاتيكيت بين الأم و أولادها

فأولادها هم الامتداد الطبيعي لها و ليسوا ممتلكات خاصة بها, و عليها أن تكون قدوة لهم لان العلم بالتعلم و ليس بالتلقي و النصائح, و تصرفات الأم أمام أولادها اصدق معلم لهم و هي أقوى من اكبر علماء التدريس و الاجتماع في الحياة.

و من الاتيكيت الاجتماعي

أيضا مراعاة الإنسان لجاره بخفض الصوت و تجنب النميمة و الاغتياب و أوصى جبريل عليه السلام الرسول صلى الله عليه و سلم بالجار حتى ظن انه سيورثه … و قال تعالى في كتابه: ” إن أنكر الأصوات لصوت الحمير” .

و الاتيكيت الاجتماعي بشكل عام يتطلب من المرء التعامل بالصدق و التواضع ” إن آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب, و إذا أؤتمن خان. و إذا وعد اخلف” .. أما بالنسبة للتواضع فمن تواضع لله رفعه و لا تمشي في الأرض مرحا و لا تصعر خدك للناس .. ببساطة الاتيكيت هو أن يسلم الناس من قولك و فعلك و أفكارك.

و علم البروتوكول هو علم التعرف على الحضارات المختلفة و مقولة: عيش كما يعيش أهل روما مقولة خاطئة.. لأنه علينا التعرف على الحضارات الأخرى و معرفة كيف يمكن عرض حضارتنا دون تكلف و بدون أن نطمس آدمية أو فكر الآخرين.. و لو تعرفنا على 150 حضارة في دراسة البروتوكول سوف يتسنى لنا معرفة كيفية تشريف آدميتنا العربية المسلمة في المجتمعات و الحضارات المختلفة.. إن الاتيكيت و البروتوكول هو أن يتمكن الشخص من تقديم كل ما يمكنه من تنازلات و تسامحات ما عدا دينه و آدميته و إنسانيته و نظرة احترامه لذاته.

د.غادة صلاح

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا