ما لا تعرفونه عن سناء بنسالم التي أثارت جدلا واسعا بلباسها المتواضع على البساط الاحمر

كثيرا ما تكون المظاهر خادعة، أو فعلا هي كذلك، طبعا دون التأكيد على المثل المأثور الذي يسير في نفس الاتجاه السلبي المقيت للأسف «المظاهر خداعة»، هذا على الأقل ما ينسحب على الشابة التي أثارت رواد مهرجان السيينما بمراكش.

كثيرون لم يتوقفوا إلا عند لباسها، هناك من سخر، وقليلون وصفوا مرورها على السجاد الأحمر بالإطلالة السيئة، أما الذين لم يشاؤوا الإحراج، قالوا إنها إطلالة متواضعة، لكن من من هؤلاء يعرف رجاء بن سالم؟

دائما ينظرون إلى نصف الكأس الفارغ، وهنا يسقطون في البؤس، أما الذين يهتمون بالمملوء، فلا بد وأن يتذكروا أن الشابة التي مرت على السجاد الأحمر بتلك الإطلالة  هي رجاء بن سالم، هي الشابة التي دخلت عالم السينما صغيرة، وشاركت في فيلم أجنبي لصاحبه «جاك دوايون» حصلت بعده على جائزة أحسن ممثلة، قبل أن تتوج بنفس الجائزة حينما عرض الفيلم في مهرجان البندقية، لكن الأضواء التي اشتعلت بسرعة، هي ذاتها التي انطفأت بسرعة وأعادت سناء إلى وراء الستار، لابدأ  الحياة الأخرى القاسية، بعد أن اعتقدت سناء أنها عانقت المجد والسمو.

سنة 2003، كانت فاصلة في حياة رجاء، فيها توجت وصعدت إلى الأعلى، وفيها تراجعت وسقطت إلى الأسفل، ولأن الأزمات من هذا النوع القاسي لا بد وأن تكون مؤثرة، اختفت سناء بن سالم، وعادت إلى نفس الحي الشعبي البسيط والمتواضع بمرينة مراكش الحمراء.

حياة قاسية لا يعلم قساوتها إلا سناء وعبد الإله العلوي، المخرج الذي يعرف طاقتها وإمكانياتها، لذلك قرر أن يعرضها أمام الملأ مرة ثانية، ولذلك فكر وقرر وأنجز فيلما وثائقيا عن حياة رجاء بن سالم عنوانه جميل وبسيط «رجاء بنت الملاح»، بكن مضمونه مؤلم ومقرف.

كل الذين شاهدوا الفيلم إما بكوا أو تحسروا، والذين لم يبكوا ولا تحسروا، صفقوا حينما علموا أن الشابة التي بدأ الزمن يأكل من وسامتها، هي  ذاتها التي صنعت مجدا كاد يصل إلى الأعالي، لكن هكذا هي الحياة حينما تنكسر الأحلام وتجهض الأمنيات، فيصبح المستقبل جزءا من الماضي، لا يؤثته سوى بضعة أفراح وجائزتين من فيلم يتيم، واحدة من تلك الجائزتين تكسرت حينها سقط سقف منزل سناء عليها!

سناء التي ظهرت كذلك على السجاد الأحمر بمهرجان مراكش الدولي للفيلم .. قد تكون أكبر ممن يستهزؤون.
 hqdefault-9
1457104245_7_308-1 %d8%a8%d9%86%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad-1
uuuuuuuu

عن موقع فبراير

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا