صورة بكاء مترشح لمباريات التعليم تحزن رواد مواقع التواصل

هزت صورة بكاء مترشح لمباراة الاساتذة المتعاقدين موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك.

ويبدو أن المترشح قد استاء من الامتحان الشفوي الذي اجتازه للحصول على مقعد يؤهله لشغل مهنة التعليم.

ورأى الكثير من المغاربة، بأن الصورة تجسّد الوضع الذي يعرفه عدد كبير من الشباب، ممن حصلوا على شواهد عليا، دون أن يتمكنوا من ولوج الوظيفة والتخلص من شبح البطالة، الذي يطاردهم، لاسيما وأن الوضع، مؤخرا، بسبب تفشي كورونا، زاد الظروف تأزماً، بسبب توقف الآلاف من أرباب الأسر عن العمل.

وعلّق الإعلامي محمد أزروال، على “اللقطة” بالقول: “كم أوجعتني هذه الصورة بشدة ! قيل إنها لشاب يبكي عقب علمه بعدم نجاحه في مباراة التعليم”، مضيفاً: “اللهم ارزقه فرحة تنسيه همومه، ويسر أمره وأمر كل الخريجين الذين أعياهم انتظار المباريات كانتظار حلول السنة الكبيسة، من أجل إنعاش الأمل في فرصة شغل”.

وحاول الصحافي محمد أبويهدة، أن يواسي الشخص، عبر سرد مقتضب لتجربته الشخصية، قائلاً، في تعليقه على الصورة، إنه “في سنة 1997 عدت بخيبة أملٍ من المباراة الشفوية لأساتذة الفلسفة بمكناس، فارتميت في أحضان مجال قريب من تكويني مع المكاتب المتخصصة في استطلاعات الرأي..”.

وتابع أبويهدة: “سرحت في البيضاء وشوارعها شبراً شبراً، وفي السنة الموالية أعدت الكرة بمكناس.. ثم بعدها غامرت في مباراة أخرى للصحافيين.. وبعد 22 سنة، تحولت الفلسفة إلى أسلوب حياة، في الوقت الذي أسكنتني صاحبة الجلالة بلاطها”، مختتماً: “لا يأس مع الأمل”.

ومن جانبه كتب الناشط عبد الكريم الداودي: “أصعب خيبة أمل، أن تحضر لمدة شهرين لمباراة تأمل فيها خيراً فتصدم أن لم تتوفق في الكتابي للسنة الثالثة، معضلة البطالة في المغرب ينوية، وما يحز في النفس هو بعض الأفراد، يمارسون ثلاث مهمات ويتقاضون عليها وأنت لا تملك في أحيانا كثيرة ما تدفعه مقابل فنجان قهوة”.

وأوضح الناشط الآخر، إسماعيل شفقي في تعليقه على الصورة: “أودي في مثل هاته اللحظات.. دقيقة الصمت و معانقة للشاب. و فقط . أما من يقول السعادة تطرق بابنا كل صباح.. هاد الهضرة د الشعر مغاديش تبعد علينا الخوف والهواجس والحاجة وعقد النقص والحرمان ودموع الأمهات..”.

ومن جهته، حاول الصحافي مصطفى الحسناوي، مواساة الشخص الذي ظهر في الصورة، في تدوينة طويلة له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي، بالقول: “أتفهم جدا الإحباط الذي قد يشعر به البعض، وهو يرى أحلامه تتبخر. أشعر بمرارة شاب أو شابة، يعلقان آمالهما وأحلامهما، على فرصة ما، يتشبثان بخيط ما، ليجرا معهما العائلة كلها من أوحال الفقر، ومستنقعات الحاجة”.

وواصل الحسناوي: “عائلات بأكملها تعقد آمالا على ابن يحصل على وظيفة، أي وظيفة مهما كانت وكيفما كانت، لكي يشتروا أدوية لأمراضهم التي عمرت معهم عمرا مديدا، ولكي يقتنوا أطعمة لم تدخل منزلهم زمنا طويلا”، متابعاً: “أتفهم حسرة هذا الشاب وأمثاله، وحسرة عائلاتهم من ورائهم”.

واسترسل الحسناوي ناصحاً صاحب الصورة، ومن يمرّ بنفس الموقف: “لكن نصيحتي لكل هؤلاء، من الذين، قد تتوقف أحلامهم في لحظة ما، أو تتعثر عجلة طموحاتهم عند عقبة ما”، مردفاً: “لاتيأس ولاتحزن، فإن أمر هذه الحياة عجيب، وإنك تظل تخطط وتخطط، ثم لايكون من تخطيطاتك تلك شيء. وإنك تصاب باليأس والإحباط، ثم فجأة تنفرج سحب همومك، وينقشع ضباب أرقك، بأشعة نور تنبعث فجأة دون سابق تخطيط”.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا