تدخل الأهل بين الزوجين مشكل خطير هذه أنسب طريقة لحله

ذات يوم شعرت القنافذ بالبرد، فالتصقوا ببعضهم ليشعروا بالدفء، ولكنهم تأذوا بأشواك بعضهم البعض، فابتعدوا جداً فشعروا بالبرد، وهكذا ظلوا يقتربون ويبتعدون، حتى استطاعوا ضبط المسافة التى يجعلونها بينهم، بحيث تضمن لهم الدفء ودون أن تؤذيهم الأشواك.
هذه قصة رمزية عن أهمية الحدود التى نضعها بيننا وبين الآخرين، بحيث نحفظ ما بيننا من ود دون أن نضيع خصوصيتنا، لكن ربما يكون الأمر أصعب مع الأهل الذين كثيراً ما يتدخلون بين الزوجين، فلماذا يحدث ذلك؟ وماذا يمكن أن يحدث لو لم يقف الزوجان أمام هذا التدخل؟ وكيف تحافظين كزوجة على خصوصية حياتك الزوجية؟ لماذا يتدخل الأهل بين الزوجين؟ الأسباب متعددة، فبعضها يرجع إلى الأهل، وبعضها بسبب أخطاء من الزوجين تدفع الأهل إلى التدخل، أياً كانت الأسباب، فمهم جداً أن تعرفيها حتى تستطيعى تحديد الحل المناسب.
• شعور الآباء بالوحدة والفراغ بعد زواج الأبناء لضعف الصلات بباقى أفراد العائلة، وعدم قضاء أوقاتهم فى أى أنشطة.
• اعتماد الآباء على الأبناء بشكل زائد، كالانشغال بهم طوال الوقت، استبدال الأم زوجها الذى توفى بالابن الأكبر أو الولد الوحيد، الارتباط العاطفى أو النفسى للوالدين بالأبناء.. إلخ.
• خوف الآباء من فقدان أهميتهم فى حياة الأبناء.
• عدم الاستقلال المادى، مما قد يسبب الكثير من الاحتكاكات ويعطى مجالاً للتدخل فى كيفية إنفاق المال وما إلى ذلك.
• عدم انتباه الآباء إلى احتياج الزوجين الجدد إلى الاستقلالية.
• قد يرى الآباء أن التعبير عن آرائهم فى القرارات التى يتخذها الزوجان مثلاً وغيرها، من السلوكيات التى يعتقد الزوجان أنها تدخل، قد يرى الآباء أن هذه السلوكيات نوع من الاهتمام.
• أحياناً يختبر الآباء ولاء الأبناء عن طريق الاعتماد عليهم فى تلبية طلباتهم وقضاء حاجاتهم وتقديم الدعم لهم، انتقاد الشريك الجديد لرؤية رد فعل الابن/الابنة..إلخ.
• إخبار أحد الزوجين أهله عن كل شيء يحدث بينه وبين شريكه، أو عن كل شيء يخص شريكه، وعدم تمييز الأشياء التى لا ينبغى أبداً أن يعرفها أحد غير الزوجين.
• هروع الزوجين إلى الأهل فور حدوث أى مشكلة بينهما، نتيجة لضعف التواصل بين الزوجين واحتياجهما إلى طرف ثالث ليحل لهما مشاكلهما.
• الاعتماد الزائد للابن أو الابنة على الوالدين، مثل الاعتماد عليهما فى اتخاذ القرارات، وإخبارهم بكل شيء.. إلخ. اقرأي أيضا : أشياء لا تستحق المشاجرة مع زوجك ما خطورة استسلام الزوجين لتدخلات الأهل؟ • ضياع خصوصية الحياة الزوجية.
• ضعف الحميمية بين الزوجين ونمو الجفاء بينهما.
• تضخم المشاكل لتدخل الآخرين إما بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق تحريض أحد الطرفين ضد الآخر.
• تنامى الغضب المكبوت داخل الزوجين، حتى تأتى لحظة ينفجر فيها أحد الزوجين فى وجه الأهل ولسبب قد يبدو تافهاً.
• حدوث الخلافات مع الأهل وتوتر العلاقة معهم، بحيث لا تصير النفوس صافية، وقد يصل الأمر إلى القطيعة.
• ربما يؤدى الاستسلام لتدخل الأهل إلى انهيار الحياة الزوجية وحدوث الطلاق بين الزوجين. اقرأي أيضا : كيف تتصرفين تجاه تعليقات حماتك اللاذعة كيف تتعاملين مع تدخلات الأهل فى حياتك الزوجية؟ إليكِ بعض النصائح والاقتراحات، اختارى منها ما يناسبك:
• تحدثى مع زوجك بشأن دور الأهل فى حياتكما حتى تتأكدى أنكما متفقان، اتفقى معه على المجالات المسموح وغير المسموح للأهل بالتدخل فيها، والحدود التى توضع مع الأهل قد تشمل.. طلب النصيحة، التعاملات المالية، الزيارات، المكالمات الهاتفية، قضاء الإجازات، تربية الأبناء.. إلخ. وطبعاً هذه الحدود تختلف من أسرة إلى أسرة.
• مساعدة الآباء على شغل أوقاتهم وتكوين علاقات جديدة من خلال ممارسة نشاط أو هواية وتكوين علاقات جديدة.
• ابداء التقدير والاهتمام بالأهل من خلال الزيارات، والمكالمات، والهدايا، وقضاء حوائجهم، واستشارتهم بما لا يمس بخصوصية الزوجين.. إلخ، لطمأنتهم أنه مازال لهم مكانة فى حياة الأبناء.
• الحرص على الاستقلال المادى عن الأهل والتكيف فى حدود القدرات المالية للزوجين.
• تعلمى كيف تجيبين على الأسئلة التى لا تريدين أن تجيبى عنها بطريقة دبلوماسية، إما بتغيير الموضوع أو بالرد بكلام عام أو يفهم بأكثر من معنى.
• إدراك أن بر الآباء هو المطلوب، وليس طاعتهم فى كل شيء أو إخبارهم عن كل شيء، فبما أن كل إنسان يتحمل نتيجة اختياراته فى الدنيا والآخرة، فالمنطقى والعدل أن يكون له الحرية فى هذه الخيارات، وعلى الزوجين مقاومة الابتزاز العاطفى وإشعارهم بالذنب باسم الدين.
• الاستماع إلى آراء الآباء باحترام، ثم اتخاذ الزوجين القرار المناسب لهما.
• احترام كلا الزوجين لشريكه فى وجوده وغيابه، وعدم السماح لأهله بالتحدث عن شريكه بشكل جارح أو غير لائق.
• ربما يتطلب الأمر أن يتحدث كل من الزوجين مع أبويه بشكل هادئ ولبق حول طبيعة الحياة والعلاقات الجديدة وأهمية الخصوصية، مع طمأنة الأهل أنهم سيظلون محل تقدير، وأنه لا يمكن الاستغناء عنهم. اقرأي أيضا : الحموات في السينما المصرية: نعيمة الصغير «الحماة المفترية» الخصوصية ليست جفاء، ولكن ما يزيد عن حده ينقلب إلى ضده.. أليس كذلك؟





قد يعجبك ايضا