الاكتئاب يصيب ثلث المغاربة
الاكتئاب مرض عبارة عن مزيج من مشاعر الحزن والوحدة، والشعور بالرفض من قبل الآخرين، و بالعجز عن مواجهة مشاكل الحياة، كما يؤثر هذا المرض أيضا على نظرة الإنسان لنفسه ولما حوله، بحيث يفقد المريض اتزانه الجسدي والنفسي والعاطفي.
أكد خبراء الصحة النفسية، بأن أعراض ومظاهر الاكتئاب كثيرة ومتعددة، وإذا ظهرت على أي شخص فهي تدل بدون أدنى شك بأن صاحبها مصاب بمرض الاكتئاب، وهو عبارة عن الشعور الدائم بالحزن والقلق وتعكر المزاج، وأيضا فقدان الاهتمام والشعور بالتشاؤم الدائم وقلة الحيلة في مواجهة مشاكل الحياة، وعدم القدرة على إظهار أو تقبل العواطف للآخرين ومن الآخرين، إضافة إلى مشاكل مثل الأرق أو النوم لساعات طويلة، أو الاستيقاظ مبكرا، ناهيك عن مشاكل في تناول الطعام (الشهية زائدة، انقطاع الشهية) آلام جسدية مزمنة والتي لا ينفع معها علاج، البكاء الكثير، سرعة التوتر وعدم القدرة على الهدوء والارتخاء، الشعور بالتعب الدائم وعدم القدرة على بذل الجهد البدني، نقص القدرة على التركيز والتذكر، وفي الحالات الشديدة من الاكتئاب يولد التفكير الفعلي بالانتحار أو محاولة الانتحار.
أسباب مرض الاكتئاب
الاكتئاب مرض يحدث فجأة وبدون سابق إنذار أو أعراض في بعض الأحيان. وحسب رأي خبراء الصحة النفسية، فإن بعض الأفراد قد يكونون من ناحية بيولوجية معرضين للمرض، بينما آخرون يصابون بالاكتئاب نتيجة عوامل بيئية أو نفسية أو كليهما معا. وبغض النظر عن سبب المرض، فإن خبراء الصحة النفسية أو العقلية يميلون للاعتقاد بأن السبب البيولوجي للمرض يكمن في حدوث عدم توازن في تركيز الموصلات العصبية في الدماغ، ولكن ليس هناك جواب للسؤال الذي يقول هل التغييرات الكيميائية البيولوجية هي سبب أو نتيجة لحدوث ضغوط نفسية يعاني منها المريض.
الاكتئاب الخفيف
مظاهر الاكتئاب الخفيف تشمل فقدان الشهية أو زيادة الشراهة للأكل، الأرق الشديد أو النوم الطويل، التعب والإجهاد الدائم، وفقدان القدرة على التركيز واتخاذ القرارات، الشعور بعدم الأهمية في المجتمع الشعور بالعجز وقلة الحيلة، وحسب رأي خبراء الصحة النفسية، فإن الاكتئاب الخفيف يمكن أن يتحول إلى اكتئاب شديد أو مشاكل صحية نفسية أخرى مثل الخوف الشديد من السمنة أو إدمان الكحول والمخدرات. كما أن الاكتئاب الخفيف يمكن أحيانا أن يظهر بشكل مختلف قليلا، وفي هذه الحالة يسمى المرض علميا باسم (سيكلوتيميا)، ويتميز هذا النوع بحدوث دورات متعاقبة من الاكتئاب الخفيف وحالات ازدياد مفاجئ في النشاط والحيوية والشعور بالقوة والإعجاب والمباهاة بالنفس.
الاكتئاب الشديد
أبرز مظاهر وخصائص الاكتئاب الشديد هو شعور المريض بتعكر وانحراف كامل في المزاج نحو الأسوأ، بحيث يفقد المريض أي إحساس أو اهتمام بالأشياء والهوايات التي عادة كانت ممتعة ومشوقة ومثيرة لاهتمامه. وكما سبق – وحسب رأي خبراء الصحة النفسية – فإن الأشخاص المصابين بالاكتئاب الشديد تظهر عليهم على الأقل أربع مواصفات وخصائص من الأعراض والمظاهر التي تدل على وجود مرض الاكتئاب، كما سبق وذكر في بداية المقال.
كيفية علاجه
يؤكد خبراء الصحة النفسية بأن حوالي 90% من حالات مرض الاكتئاب يمكن شفاؤها إذا طلب المريض ولجأ للمساعدة الطبية، والمدة اللازمة لحدوث الشفاء تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر من العلاج الطبي في نفس الوقت، عدم طلب المساعدة الطبية يؤدي إلى استمرار حالة الاكتئاب. أما أكثر الوسائل الطبية المستخدمة في علاج مرض الاكتئاب فهي العلاج النفسي، والعلاج بالأدوية والعقاقير. والهدف من العلاج النفسي حسب الاختصاصيين، هو محاولة علاج جذور أو الأسباب الرئيسية للاكتئاب، والوسائل المستخدمة في تخفيف هذا الهدف تشمل تثقيف نفسي للمريض يتم خلاله تعليم المريض على التعرف على المرض، وتغيير وجهة نظره السلبية للأفراد نحو أنفسهم ونحو الآخرين والمجتمع، وعادة يتم تثـقيفهم من خلال جلسات خاصة للمعالج مع المريض حوالي 12-20جلسة خلال12-16 أسبوعا، وطريقة الجلسات تسمى short-term structured cognitive thearpy وسيلة أو طريقة أخرى تسمى بطريقة تعزيز العلاقات الاجتماعية مع الآخرين. وفي هذه الطريقة يتم التعرف على علاقات المريض الاجتماعية مع الآخرين وسبل زيادة وتحسين أواصر هذه العلاقة.
مجلة لالة فاطمة ©