تضامن كبير مع القاصر اليتيم الذي هاجر إلى سبتة بقنينات ماء وجمعية تتكلف بتوفير سكن له وتكوين مهني
بعدما انتشرت صورته على وسائل الإعلام الدولية، ممثلة واحدة من أقسى مشاهد زحف المئات من القاصرين المغاربة على مدينة سبتة المحتلة، حظي الطفل أشرف الذي عرف بـ”طفل القنينات”، بتدخل جمعية “عطاء” الخيرية، في مبادرة منها لمحاولة تغيير حياته.
وأوضح عويطة رئيس الجمعية، أنه تقاسم ما فكر فيه مع فريق عمله، وبدأ التفاعل جديا مع صور أشرف، عن طريق محاولة التوصل إليه، وهو ما تم بالفعل أمس، ودعوته رفقة عائلته إلى مقر المؤسسة، لمحاولة التوصل إلى اتفاق ينفس عن أشرف ما يعانيه، بما يمكن أن يغير حياته نحو الأفضل، ويجنبه خطر تعريض نفسه مجددا لخطر الهجرة غير الشرعية.
أشرف، الذي يعاني اليتم، ويقيم في ظروف صعبة بمدينة الدار البيضاء، في حي صفيحي وبيت من غرفة واحدة، قررت مؤسسة عطاء الخيرية أن توفر له ولأهله سكنا كريما، ابتداء من الأسبوع المقبل، حيث سيتم استئجار بيت لهم مع أداء مستحقاته لسنة كاملة، ومرافقة أشرف لاستفادته من تكوين يؤهله لممارسة عمل مهني، ومرافقته لممارسة الرياضة وتعلم لغة إضافية، وكفالته بشكل شهري، من أجل تحسين ظروفه وتأهيله.
وتفاعلا مع ما تابعه العالم بداية الأسبوع الماضي من زحف المئات من القاصرين المغاربة على المدينة المحتلة، يقول عويطة إن ما وقع “مسيء لصورة المغرب” و”مشاهد محزنة”، معتبرا أنه يمكن تفهم رغبة الراشدين في الهجرة، إلا أن اتخاذ الأطفال والقاصرين لهذا الطريق مخيف، مؤكدا على أن ما وقع “نزيف يجب أن يتوقف ويبقى هؤلاء الأطفال في المغرب وتكون لهم حياة كريمة”.
وتحدث عويطة عن الدور الذي يمكن أن يضطلع به المجتمع المدني في مواجهة أزمة محاولات القاصرين في الهجرة غير الشرعية، عن طريق نشر الوعي وتوفير السند لهم في مواجهة الظروف الاجتماعية الصعبة التي يواجهونها، وتأهيل مؤسسات داعمة للأطفال في مسارهم الدراسي والتكويني إلى أن يستقلوا ذاتيا عن أسرهم، كما تحدث عن دور الإعلام في احتواء هؤلاء الأطفال وعلاج العقد التي تفاقم من وضعهم الاجتماعي، داعيا في الوقت ذاته الحكومة، إلى توفير استراتيجية فعالة لمعالجة هذه الأزمة “بعيدا عن الشعارات”.
يشار إلى أن أشرف، كان قد تحدث أمس لـ”اليوم 24″ في مقطع فيديو، كشف فيه عن محاولته ثلاث مرات العبور إلى مدينة سبتة المحتلة، ومحاولته الدخول إلى الثغر المحتل منذ ثلاثة أشهر.
وقال أشرف إنه لا يتقن السباحة، لذلك استعان بقنينات ماء من أجل دحول المدينة المحتلة بحرا، وتحقيق حلم الهجرة الذي راوده طويلا، وقال “حاولت نغامر بروحي ونحقق مستقبلي وندير بحالي بحال الناس”.