بابا ماقدرش أعيش من غيرك.. رسالة مؤثرة من طفلة لأبيها المصاب بكورونا تنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي
بابا ماقدرش أعيش من غيرك هذا ما عبرت به الطفلة روان لوالدها المريض بـــ”كورونا” أثناء فترة العزل المنزلي. لم تجد الصغيرة ذات السنوات العشر وسيلة تعبر بها عن حبها لأبيها الذي تكاثرت حوله الأقوال من أنه مريض وهي لا تستطيع حتى رؤيته والاطمئنان عليه برغم أنه معها في البيت إلا أن تكتب له هذه الرسالة بتلقائية وبراءة.تضمنت الرسالة دعوات صادقة بلغة الأطفال تظهر فيها مدى حبها له وخوفها عليه وأنها لا تستطيع تقديم شيء له غير هذه الكلمات التي صاغتها بقلبها وخطتها بفؤادها البريء الطاهر.
“بحبك يا بابا”..كانت هذه أولى كلمات الصغيرة لأبيها المعزول بجوارها في المنزل والتي حرمت من رؤيته ولعبه معها واحتضانه لها.. تألمت الطفلة وبقلبها البريء راحت تعبر بوسيلتها المتواضعة عن حبها له وتدعو الله أن يشفيه ليخرج يلعب معها كما كان.
نص الرسالة:
من حقيبتها المدرسية، أخرجت روان كراسة وقلما وكتبت رسالة خطتها بأناملها الصغيرة وقلبها الكبير، فجاءت معبرة عن حبها الجارف لوالدها ودعمها له في هذه الأزمة الصعبة، فكتبت تقول:
“بسم الله الرحمن الرحيم، بابا أحمد، الله يشفيك يا أبي، والعلاج الذى تأخذه بالشفاء، يا أغلى أب في الدنيا، ياغالي عندي، بحبك بحبك بحبك، ربنا يشفيك يا أبي، إحنا زعلنين علشان أوي، بحبك يا بابا”.
وقعت هذه الكلمات على قلب أبيها مباشرة موقعا كبيرًا واستشعر حلاوة التواصل ونعمة الأبناء وراح يلهج لسانه بالتأمين على دعائها ويطمئنها عبر باب الحجرة بأنه قريب جدا سيخرج لها وأنه والحمد لله يتحسن وأن رسالتها هذه ستعجل من شفائه لأنها رفعت له الأمل وقد فرح بها جدا.
لم يكن الأب مبالغا فيما يقول؛ فالفرح فعلا أحاط به بينما كان يقرأ الرسالة ويتصور ابنته الصغيرة تلعب أمامه.. هي حالة لا يشعر بها إلا من ذاقها فنعم كثيرة تحيط بنا ونتعامل بها دون أن نشعر بقيتمها ولعل “في كورونا” درس يجدد لنا اليقين لنشكر المنعم على نعمائه، هذا ما قاله أحمد والد الطفله بلسانه دون أن يحرك شفتيه.
الوالد المريض ما قالته ابنته من أنها لا تستطيع العيش بدونه:” “بابا حبيبي ماقدرش أعيش من غيرك”.. وهنا لم يتمالك نفسه وسبقته دموعه وراح يمسحها بطرف ردائه.. وهو يقول بصوت عال .. سأخرج لك يا حبيبتي .. سأخرج وسنلعب معا .. قريبا جدا سنخرج معنا لا تقلقي فأنا بخير.. اطمئني ولا تقلقي.
حاول أحمد بهذه كلمات أن يتمالك نفسه أمام فيض من مشاعر غلبته … أراد بهذا أن يطمئن ابنته التي كانت مشتاقة جدا لسماع صوته مجرد سماعه فقط يشعرها بأن الأمل ما يزال موجودًا، وأن يوما ما سيخرج لها ويلاعبها من جديد.
المصدر موقع عمرو خالد