حقيقة معجزة صيام الأيام البيض التي قيل أنها هزت المجتمع الأمريكي

الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى أمته صيام الأيام البيض من كل شهر لفضلها الكبير، فرسولنا الكريم لا ينطق عن الهوى. ورد عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه، أنّ النبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم حدثه قائلاً: “وإنَّ بحَسْبِكَ أنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أيَّامٍ، فإنَّ لكَ بكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أمْثَالِهَا، فإنَّ ذلكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ” رواه البخاري في صحيحه. و في رواية أخرى قال النبي عليه الصلاة و السلام: “صِيامُ ثلاثةٍ أيَّامٍ من كُلِّ شهرٍ صِيامُ الدَّهْرِ، و هِيَ أيامُ البِيضُ : صَبيحةُ ثلاثِ عَشْرَةَ ، و أربعِ عَشْرَةَ و خمسُ عَشْرَةَ” رواه السيوطي، في جامعه الصغير، عن جرير بن عبدالله.

فضل الصيام عامة لا يحتاج إلى تدليل، فالمؤمن الذي يترك شهواته و ملذاته يفعل ذلك ابتغاء لرضى الله و تقربا إلى وجهه الكريم. يقول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به”. المؤمنة و المؤمن الذي يتطوع في سبيل الله في نوافل لم تفرض عليه و لا يأثم إنما يريد بها وجه الله عز وجل خالصا. قال رسول الله صى الله عليه و سلم: “إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ”. و الصيام خير النوافل و أصعبها على النفس، فما باللك صيام الأيام البيض التي أوصى بها النبي.

ويمكن لمن فاتته هذه الأيام، لسبب أو لآخر أن يصوم أياما أخرى إن كان قد نوى ذلك، و أجمع العلماء أنه يؤجر بأجر صيام الأيام البيض. كما أن من نوى الصيام و بدأ و لم ينهي، أو لم يتيسر له الصيام يكتب له الأجر و الثواب.

و الصيام بالإضافة لفضله و ثوابه العظيم، يساعد الإنسان على تهذيب نفسه و لجم شهواته المتعددة التي قد تودي به، إن لم يتدارك الأمر. كما أنها وسيلة جيدة على التعود على خشونة العيش، و معرفة قدر النعم التي اباحها الله عز وجل لعباده.

قد راج في وسائل التواصل الإجتماعي خبرا مفاده، أن بعض المختبرات الأمريكية اهتزت باكتشاف اعتبروه غير مسبوق، إذ اكتشفوا ان القمر له قدرة على امتصاص الماء الراكد من الجسم لكن الغريب ان الامتصاص،  لايتم في الأيام البيض 13و  14 و15  من الشهر القمري. و الماء الراكد هو الماء الذي لا يتصرف مع البول و العرق ،منذ هذا الاكتشاف نصح الخبراء الشعب الأمريكي بتقليل الأكل في هذه الأيام. إلا اننا بعد التمحيص لم نجد أثرا لهذه الدراسات التي تحدثت المنشورات عنها، كما أن منصة فتبينوا لمكافحة الأخبار الزائفة، نشرت حول الموضوع و قامت بتدقيقه، و جاء في منشور المنصة: “لم يعلن عن مثل هذا الكلام في أمريكا أو غيرها بل العديد من الأبحاث تؤكد أن تأثير القمر على الإنسان مجرد خرافة”. و أضافت أيضا : “القمر يؤثر يومياً على المياه المفتوحة في البحار و المحيطات فقط وبقوة جذب ثابتة طوال الشهر القمري لا تتغير إلا بتغير بعد القمر عنا في حين أن المياه في جسم الإنسان محصورة داخل الخلايا مما يحد من إمكانية تأثير القمر عليها”.

معجزة الصيام، الذي أوصانا به النبي عليه الصلاة و السلام الأساسية، هي في المؤمنات و المؤمنين أنفسهم، إذ أنهم يتركون شهواتهم لمدة يوم كامل طلبا لرضى الله عز و جل. قمع الغرائز و الدوافع الأساسية، شيء عظيم خصوصا في مجتمعاتنا القائمة على المادية و النمط العصري الذي يحث على الإنغماس في الملذات و اتباع هوى النفس.

نتمنى أن نكون قد أجبنا على تساؤلاتكن عزيزاتي القارئات، و نسأل الله عز و جل أن يتقبل منكن صيامكن و قيامكن و كل طاعاتكن في الأيام البيض و غيرها. و لاتنسونا في دعائكن لله القادر على كل شيء.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا