الكوميدي فتاح جوادي يكشف عن سبب هجرته من المغرب و استقراره في سويسرا
ولد عبد الفتاح جوادي في منطقة “الواليدية” التابعة لإقليم الجديدة سنة 1980، وسط أسرة بسيطة تقتات من الأرض والبحر، عاش كأقرانه مساعدا لوالديه واقتسم معهم منذ طفولته عناء البيت كما كان كثير التردد على شاطئ “الواليدية” رفقة أصدقاء طفولته.
عرف فتاح منذ طفولته بحسه الفكاهي داخل المدرسة، وكان مدرسوه يجدون متعة في متابعة الفتى الأسمر وهو يقلد بعض الشخصيات، ويحاكي مكونات الأسرة المغربية، لكن الوضع المزري لأسرة جوادي حالت دون استمراره في الدراسة بعد عجز الوالد عن تدبير مصاريف الأدوات والمقررات المدرسية، فاضطر الفتى إلى الانقطاع عن الفصل لمدة موسمين دراسيين، قضاهما في مساعدة الوالدين على الأعباء اليومية، لكن أحد المعلمين بالمدرسة الابتدائية تدخل لدى الأب والشقيق الأكبر والتمس منهما إعادة فتاح إلى القسم، بعد أن تعهد المدرس بتحمل مصاريف التمدرس، مما مكن الفتى من استئناف نشاطه المدرسي.
انتقل فتاح إلى الدار البيضاء، وكله أمل للاشتغال مبكرا من أجل إنقاذ أسرته ومساعدتها على تحسين وضعها الاجتماعي، والتحق بمصنع صغير للأحذية وظل يتقاضى راتبا شهريا لا يزيد عن 300 درهم، ظل يخصص الجزء الكبر منه لإعالة والديه، قبل أن يخضع لتكوين في مجال “الصيدلة” انتشله من رائحة اللصاق والجلد، وحوله إلى مستخدم في أحد مختبرات الأدوية ضواحي الدار البيضاء وتحديدا بمنطقة تيط مليل، لكن حسه الفكاهي جعل أحد رؤسائه في العمل يقترح عليه المشاركة في برنامج كوميديا الذي فاز بإحدى نسخه، مما مكنه من تغيير مجرى حياته المهنية والقطع مع رائحة “الكولا” والأدوية، والانتقال إلى عالم الكوميديا ورفع رقم معاملاته من 300 درهم شهريا إلى 50 ألف درهم للعمل الواحد.
و بعد محاولاته السابقة لمغادرة المغرب أخيرا نجح في الهجرة و الاستقرار بالديار السويسرية و كان قرارا نابعا من الظروف التي يعيشها الفنانون المغاربة على حد قوله و التي لا تبشر بالخير ماديا و معنويا،ما دفعه الى التفكير في حلول بديلة لتوفير لقمة العيش و كذلك لتوفير العلاج لابنته المريضة بالعيون: