الدكتور محمد فايد يحذر من مادة تلوث المياه و الأغذية و تسبب السرطان نتناولها دون علمنا
كانت حقيقة التسمم بالنترات مجهولة زمناً طويلاً ولم ينتبه أحد إلى خطورة النترات على صحة الإنسان إلا حديثاً وأخذت مركبات النترات والنتريت في الأغذية اهتماماً كبيراً منذ أكثر من ثلاثين عاماً بسبب تأثيرها على صحة الإنسان مع العلم أن أولى حوادث التسمم بالنترات كانت عام 1895م عندما توفي أحد الرجال في أعقاب إفراطه في تناول الجعة , والجدير بالذكر أن النترات في حد ذاتها ليست من المواد المسرطنة ولكنها قد تختزل إلى النتريت ( الشكل
السمي ) الذي يمكنه التفاعل مع الأمينات في الأغذية أو في الجسم ليكوّن مركبات النيتروز أمينات التي تعتبر من المواد المسرطنة القوية , وأغلب حوادث التسمم بالنترات تأتي بطريقة غير مباشرة نتيجة شرب مياه تحتوي على نسبة عالية من النترات الواردة أصلاً من المخصبات الزراعية ، أو نتيجة تناول كميات كبيرة من البقول أو بعض الخضروات الطازجة مثل البنجر ، السبانخ ، الفجل ، الخس ، الكرفس ، اللفت, وتأتي النترات إلى الخضروات عن طريق التسميد ,ويزداد التلوث في الأغذية عدة مرات عند زيادة نسبة تسميد المحاصيل الزراعية.
والنيتروجين المضاف في صورة نترات أو أمونيا يؤدي إلى تراكم النترات داخل النبات كما تتحول الأمونيا إلى نترات بواسطة البكتريا . ووجد أن تركيز النترات في الخضراوات المصنعة أقل من تركيزها في الخضراوات الطازجة , حيث يقل تركيز النترات في السبانخ المعلبة بمقدار 60% عن السبانخ الطازجة حيث إن النقص في تركيز النترات يكون نتيجة عملية فقد النترات بالغسيل أثناء عملية التبييض, كذلك يأتي التسمم نتيجة تناول كميات كبيرة من الأغذية المعلبة كاللحوم ومنتجاتها (المرتديلا، البسطرمة، اللانشون، السجق) عند وجود النترات والنتريت فيها بكمية أكبر من الحد المسموح به فيتشكل مركب النيتروزأمين المسرطن في المعلبات ويعرف أكثر من 60 مركب نيتروزأمين مختلفاً ومعظمها مواد سامة ومسرطنة, وكذلك من تناول بعض أنواع الأجبان والدقيق أو من الإفراط في شرب الجعة و ما يماثلها من مشروبات.
ويسبب التأثير السام للنيتريت مايعرف طبيا «ميثيموجلوبنيميا» ، وتظهر أحيانا على الأطفال الرضع الذين يتناولون مياهاً محتوية على مستويات مرتفعة من النترات، خاصة عند استخدام هذه المياه في تحضير الحليب أو وجبات الأطفال , ويسبب التسمم بالنترات التهابات معوية شديدة وألم بطني، وبراز وبول مدمين أحياناً، ضعف وانهيار صحي, كما أن التناول المزمن لجرعات منخفضة يؤدي إلى صعوبة في الهضم وضعف ذهني وصداع، كما تظهر أعراض نقص فيتامين A وتدهور الغدة الدرقية، كما يؤثر ذلك على الجهاز العصبي المركزي، وتتسبب في تغيرات رسم القلب الكهربي , ويضعف الجهاز المناعي، كما أثبتت الدراسات الوبائية وجود علاقات بين المستويات المرتفعة من النترات في الأغذية وماء الشرب وارتفاع مستوى الإصابة بسرطان المريء والمعدة، بينما يرتبط سرطان المثانة بارتفاع النترات في المياه، كما وجد انخفاض استجابة الأطفال لمؤثرات السمع والبصر عند ارتفاع نسبة النترات في المياه.
و يضيف الدكتور محمد فايد في هذا المقطع معلومات أخرى مهمة يجب الانتباه اليها: