هجوم مغربي على أغنية عاصي الحلاني الجديدة “الساطا”

لاقت أغنية “الساطا” للفنان اللبناني عاصي الحلاني الكثير من الانتقادات على مواقع التّواصل الاجتماعي بسبب كلماتها التّي تعبّر عن مزاح لغوي جديد في المغرب يستعمله بعض الشّباب، ولا علاقة له باللّهجة المغربية الدّارجة الأصيلة. فكلمة “الساطا” تعني الفتاة في اللغة الجديدة للشباب، وترمز في الأصل إلى المرأة التّي تكون على أوراق اللعب. وهي كلمة تلقى جدلاً واسعاً بين قابل ورافض. ومن المعلوم أنّ النّجوم العرب قد بدأوا يقتفون أثر الغناء بالمغربية، كما فعلت في البدايات اللبنانية باسكال مشعلاني، ونبيل شعيل، وخالد، وديانا حداد، ومؤخّراً ميريام فارس، التي لاقت أغنيتها بعض الامتعاض، لأنّها تستعمل اللّهجة الدارجة المغربية الجديدة لتخاطب الحبيب، بالقول: “بتلاح حبيبي تلاح أنا بغيت نرتاح”. ولربما استساغها الجّمهور النسائي أكثر ودعمها، لأنّها في كلماتها نوع من الانتصار للمرأة التّي تقول له بلغة الشّباب: “ارحل عن حياتي”.

أمّا “الساطا” فيبدو أنّ حظّها عاثر منذ البداية، إذ لم يتقبّلها المغاربة، لأنّ عاصي جازف باختيار كلمة جديدة لا توجد في قاموس اللهجة المغربية الأصيلة. وفي هذا الصدّد، يقول الفنّان عبد العالي الغاوي، رئيس نادي الفنانين: “شخصيّاً كفنّان وكنادي للفنانين، أستنكر استعمال مفردة “زنقاوية” في الأغنية، لأنّها لا تمت إلى اللّهجة المغربية الدارجة بصلّة”، وأضاف: “أن يجامل عاصي المغرب أمر محبّذ وجميل، لكن عليه أنّ يختار كلمات الأغاني جيّداً ويسأل بجديّة عن ثقافة البلد”، وأوضح الغاوي: “الجرأة في الفنّ مطلوبة دون أنّ نمس الذّوق العام للمغاربة. هذه الكلمة تدخل في قاموس العيب عندنا، ولا يجب نهائياً أنّ نشجّع مثل هذه الأغاني الشعبوية”، وأكد: “أنّه على اللّجنة المنظمة لموازين أنّ تنتبه للأمر وتمنع مرور الأغنية التّي نرى فيها حطاً من قيم المجّتمع المغربي الأصيل، ونوعاً من الإهانة التّي تمس بقيمة المغربيات”.

 

10345755_666381120082006_4490029687554040528_n

وكتب الصّحافي خالد الرابطي على صفحته في موقع “فيس بوك” بأنّ ” الساطا” هي قمّة التّهريج اللغوي بعد “تلاح حبيبي تلاح” لميريام فارس.

أمّا الإعلامي عمر أوشن، الصحافي في “موقع كود”، فيعتبر أنّ الكلمة عادية جداً في قاموس الشّباب الجديد، ولا تعني بالضّرورة الإساءة إلى المرأة. وهي كلمة مستعملة وتُوجّه إلى الجّميع حتّى النّساء المحترمات أثناء الحديث باللغة الجديدة للشباب. ويضيف أنّ المجتمع المغربي أصبح متسامحاً جداً في تنويع الكلمات الدارجة في اللهجة المغربية، والتّي بدورها تتطوّر وتساير مزاج الشّباب المغربي. وفي تقدير أوشن أنّه لا يجب أنّ تأخذ الكلمة أكثر من حجمها.

ولكن من يدري، فالجّمهور يبقى حالاً وأحوالاً، و ما لا يعجب اليوم قد يعجب غداً. ولعلّ الانتقاد كما يحصل كثيراً اليوم وسيلة لمزيد من الانتشار.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا