مغربيات يرفعن شعار “سمينات ومرتاحات”
في مغرب القرن الماضي، كانت سمنة المرأة مظهرا من مظاهر الجمال والغنى حتى إنه، وليومنا هذا، يشار للمرأة السمينة ب”الخير” و “البركة”. ومع وعي العالم بأن الإفراط في الوزن أصبح مشكلة صحية، وتوجه الثقافة المغربية للاقتداء بنموذج الحياة الغربية، أصبح النموذج الأوروبي عن المرأة هو الرائج، حتى أضحى المرور في الشارع معضلة لكل من سمحت لنفسها بالزيادة في وزنها، ومعرضة للمضايقة، ولكل أنواع الاستهزاء لحمل كيلوجرامات زائدة. إلا أن مبادرات ترى النور ل مغربيات لتغيير الصورة النمطية عن النساء الممتلئات.
لا تبخسي نفسك
تقول أمينة الجوهري، مدربة شخصية، وخبيرة في التسويق، لـ”هنا صوتك” “المرأة السمينة غالبا ما تبخس من نفسها، بسبب مظهرها الخارجي، وتشكك في قدرتها على أن تحظى بإعجاب الآخر. هذا يسبب لها مشاكل في علاقتها بزوجها وقد تكون له عواقب حتى على حياتها المهنية”. وتتابع أمينة: “عانيت من عقدة الوزن الزائد، لكنني تغلبت على هذا الهاجس وتجاوزت كل الأفكار الجاهزة، وهذا ما دفعني لمشاركة تجربتي عبر أول موقع يهتم بالمرأة الممتلئة الموقع الناطق بالفرنسية يعد متنفسا لهذه الفئة من النساء، إذ يحتوي على قراءات في كتب ونصائح حول الموضة وسبل اختيار ملابس تناسب الجسم الممتلئ.
في مواقع أخرى يتم اللجوء لنصائح حول كيفية إنقاص الوزن، لكن زائرة هذا الموقع ستجد شهادات ورسائل إيجابية حول جمال كل النساء في كل المقاسات، ولأن الجمال حضور وثقة في النفس قبل كل شيء”، تشرح أمينة.
سمينة ومرتاحة
يتم تداول تعبير على الأنترنت مؤخرا تقول صاحبته كوثر نافد: “أنا لست سمينة، أنا فقط رفعت من مساحة العناق على جسدي”. يشجع هذا التعبير النظر بطريقة إيجابية إلى السمينات. لهذا أنشأت كوثر مجموعة مغربيات على الفيس بوك أطلقت عليها Ronde o bikhire أو سمينة ومرتاحة. أرادتها كوثر أن تكون فضاء لتشارك الأفكار والتجارب. تشارك كوثر زوار الصفحة صورها قبل وبعد فقدان البعض من وزنها، لكنها تسطر على نقطة بالخط الأحمر: “السمنة لا يجب أن يستهان بها إذا كانت تعرض صاحبتها لمشاكل صحية، لكن لا يجب أبدا أن يكون الوزن الزائد عقبة أمام إحساسها بأنوثتها وجمالها، بل على العكس يجب أن تحتفل المرأة بنفسها مهما كان شكل جسدها”.
نشيطة رغم الوزن
يتطلب عمل الصحفي عامة الجري وراء الخبر والسرعة في الاستقصاء، ولأن التلفزيون والسينما يؤسسان في الآونة الأخيرة لصور نمطية عن الصحفية الرشيقة، التي تشبه عارضات الأزياء، وهي صورة تضربها فاطمة الزهراء الرباج، محررة وصحفية في الجريدة الإلكترونية NEWS.MA ، عرض الحائط. بالنسبة لفاطمة الزهراء، فإن وزنها الزائد ليس أبدا عائقا أمام حياتها المهنية. وهي تتقبل شكلها بدون أي عقد، كما أوضحت لـ”هنا صوتك”.
“جسمي الممتلئ دلالة على سخائي وكرمي”، تقول فاطمة الزهراء. وزنها لا يمنعها من انتعال كعب عال والجري هنا وهناك. وتضيف: “الصحفية ليست مضيفة طيران، فالمهم هو الفاعلية ولا يجب أن يكون الوزن عائقا، وهو ما لم يمنعني من المشاركة في جلسة تصوير احترافية، إذ نشرت صوري على غلاف مجلة نسائية، وفي العديد من الجرائد للتركيز على ضرورة النظر للمرأة ككيان وليس كنموذج جمالي موحد”.