معظم الآباء الذين اتبعوا هذه الطريقة في التربية تخلصوا من مشكل الأنانية لدى أبنائهم بسهولة
تشكو الكثير من الأمهات بأن طفلها يتعامل مع الآخرين بأنانية، خصوصًا إذا كان وحيدا أو الأكبر، وعادةً تبدأ بوادر ذلك بالظهور بدايةً من سن سنتين أو سنتين ونصف.
أعراض الأنانية:
* ادعاء ملكية كل الأشياء، سواء كانت تخص الأم/ الأب/ الأخوات، أو حتى ملكًا لأطفال آخرين، للدرجة التي تجعله قد يبكي إذا أراد شخصًا استرداد حاجته.
* رفض ابنك السماح لأي طفل أن يلعب بألعابه.
* رفض مُشاركة الآخرين الطعام أو الحلوى.
تلك السلوكيات تضع الأهل في مأزق وتحرجهم أمام الآخرين، الذين قد يُشعروهم أنهم فشلوا في تقويم أولادهم، ما يضع الأمر كله تحت الضغط، ويؤدي إلى ردود أفعال خاطئة يسلُكها الأهل ظنًا منهم أنهم بذلك سيختصرون الوقت ويُجبرون أولادهم على الالتزام وتعديل سلوكهم. فيلجؤون إلى التعنيف اللفظي و/ أو الجسدي، والترهيب الزائد، أو منح الطفل عقابًا لا يتناسب مع سنه ومرحلته الفكرية.
فلا شيء أسوأ من مُعاملة الطفل بنِدية كما لو كان بالغًا. ولعلاج تلك المشكلة بشكل صحيح، على الأهل معرفة الأسباب الحقيقية وراء أنانية طفلهم.
أسباب الأنانية:
* التدليل الزائد: أن تمنحي طفلك كل شيء متى طلبه دون مُراعاة للتوقيت، الماديات، أو أي اعتبارات أخرى يجعل الطفل يعتاد الحصول على ما يريد وقتما يُريد، وإلا يغضب وينفجر مُحاولًا فرض السيطرة عليكِ.
* عدم الاهتمام: إهمال طفلك من أجل العمل، الأصدقاء، مشاهدة التليفزيون، أو أيًا كان الدافع وعدم قضائك وقتًا كافيًا معه بشكل يومي يجعله يستعيض بالأشياء المادية عن شعوره المعنوي بالانتقاص.
* عدم الثقة بالنفس: الطفل قليل الثقة بالنفس يخشى التعامل مع الآخرين، ما يجعله يصنع لنفسه عالمًا من الأشياء التي يستطيع أن ينتمي إليها أو يفرض سيطرته عليها، فيصبح من الصعب انتزاع حق ملكيته لذلك العالم الخاص به.
* عدم النضج: بعض الأطفال يكبرون دون تحمُّل المسؤولية أو تَحَمُّل الشعور بالإحباط، فيتعودون التمسُّك برغباتهم بشكل دائم.
ولأن الأنانية سلوكًا مُكتسبًا عادةً ما يكون الأب أو/ و الأم أحد الأسباب التي جعلت طفلهما كذلك، ما يُسهِّل تدارك الأخطاء، ومُحاولة تعديل ذلك السلوك السلبي. وكلما بدأ الأهل العلاج مُبكرًا كانت النتيجة أسرع وأكثر استمراريةً.
لذا إليكِ بعض النصائح التي ستجعل طفلك يتخلى عن أنانيته:
1- راجعي طريقة تربيتك لطفلك وعَدِّلي ما تظنينه كان سببًا في ذلك.
2- استمعي لمبررات طفلك لسلوكه الأناني وناقشيه فيها.
3- إذا كان طفلك في سن تسمح له باستيعاب ولو القليل، تحدثي معه قبل مغادرة المنزل، أخبريه عن وجهتكم وأن عليه الالتزام بما هو مسموح فقط، مع إخباره العقاب الذي سيقع عليه إذا لم يلتزم بالخطة الموضوعة، كذلك يُمكنك تحديد مكافأة له (مادية أو معنوية) إذا نَفّذ الاتفاق. أهم شيء استخدام مفردات يكون قادرًا على استيعابها.
4- إذا ذهبتِ إلى مكان ووجدتِ طفلك يُسيء التَصَرُّف اجلسي في مستواه، وتحدثي معه بهدوء وثقة، أخبريه أن ما يفعله خطأ وعليه التوقف عنه، والأهم أخبريه السبب، فإذا لم يستجب يُمكنك أن تتجاهلي نوبات غضبه حتى تنتهي، أو أن تُجلسيه وحده أو معك في حجرة مُنفصلة لا يخرج منها إلا بعد الانتهاء من البُكاء.
5- خُذي معك عند الخروج لعبة لطفلك، وحين يستولى على لعب الآخرين رافضًا المُشاركة أخرجي لعبته واسأليه أن يختار إما أخذ لعبته وإعادة اللعبة الأصلية لصاحبها، أو أن يلعبا معًا باللعبتين، وإذا رفض هذا أو ذاك اجعلي الطفل الآخر يلعب بلعبة ابنك ليتعلم أن ما يفعله للآخرين من الطبيعي أن يحدث معه.
6- علمي طفلك المُشاركة، إما من خلال:
– التطبيق العملي: باللعب معه في البيت بألعابه ليتعلم مُشاركة الآخر في نفس الفِعل، كذلك عند الذهاب لأي مكان به أطفال خُذي معك بعض الحلوى واجعلي طفلك يقوم بتوزيعها على الحضور ليتعلم العطاء وليس الآخذ فقط.
– وسائل الإيضاح: كالحكايات، الأغاني، والرسومات.
قد يعجبك أيضا
7- لا تستسلمي سريعًا، خصوصًا حين يلجأ طفلك إلى الزن، حتى لو كُنتم مع أشخاص آخرين، لأنه حينها سيعتاد فعل ذلك كُلما أراد الحصول على شيء ترفضينه، فالأطفال أذكياء ويميلون لاختبار آبائهم، لذا تحلي بالصبر، والأهم لا تتراجعي أبدًا عن قول لا -إذا قلتِها- حتى لا يشعر طفلك أنه الأقوى بالعلاقة.
8- كوني حازمة حين يتطلب الأمر، حازمة مع طفلك ومع الآخرين الذين قد يُحاولون توجيهك وجَعلك تتنازلين عما تفعلين. ولمزيد من الحزم أخبري هؤلاء أنه ليس مسموحًا لهم توجيهك أو تكسير كلمتك أمام طفلك، مهما كانت درجة قرابتهم بك.
9- إذا كان طفلك يرفض أن يلعب أحد بلعبه، لا تسمحي له باللعب بأشياء الآخرين إلا إذا وافق على فِعل المثل.
10- إذا كان طفلك وحيدًا أو انطوائيًا اجعليه يختلط بأطفال آخرين ليتعلم المُشاركة في اللعب، ومن ثَم في الحياة.
11- استخدمي أسلوب الحواديت من خلال…
– حكي قصة للطفل بطلها يقوم بالسلوك الذي ترفضينه، اختلقي القصة بحيث توصلين لطفلك الرسالة التي تُريدينها بطريق غير مُباشر، واستمري بحكي تلك القصة لفترة متصلة عدة أيام متتالية، قد تصل لشهر، وكُلما كان طفلك صغيرًا تأثر بتلك الطريقة أكثر من غيره.
– أو حكي قصص أبطالها يفعلون السلوك الصائب والمُعاكس لما يفعل ابنك، ليرى النتيجة الإيجابية لفِعل الصواب.
12- حببي طفلك فيما تريدين تعليمه إياه، واستخدمي الأوصاف الإيجابية لا السلبية عند الحديث معه، فمثلاً: استبدلي جُملة “اترك لعبة فُلان” بـ”لماذا لا تلعب بلعبتك الجميلة وتمنح صديقك لعبته؟”.
13- ركزي دومًا على مميزات طفلك لا عيوبه، لتمنحيه ثقةً في النفس وحافزًا يُشجعه على طاعتك.
14- عَززي النتائج الإيجابية بأن تمدحي طفلك إذا استجاب وفعل الصواب ولو مرة، أخبريه أنك تُحبينه وتعرفين كم هو جيد، وإذا اضطررتِ لذم سلوك مُعين، افصلي بين طفلك وسلوكه، فلا تقولين له أنت طفل سيئ بل قولي إن ما تفعله هو السيئ.
15- عَلّمي طفلك احترام الآخر وخصوصياته، ومفهوم الملكية من خلال تطبيق ذلك في البيت أمامه، ليعرف أنه لا يملك كل شيء.
16- كافئي طفلك حين يُحسن التصرُّف، وأخبري الآخرين عن ذلك في حضوره، ليشعر أنك تفخرين به.
17- حين يُخطئ طفلك في حق الآخرين لا تتجاوزي عن الخطأ لأنه ابنك، بل قفي بجانب الحق.
18- لا تُرهبي طفلك من العالم الخارجي أو تُهينيه أمام أحد حين يُخطئ حتى لا يكره المُحيطين به، فإذا أردتِ عقابه افعلي ذلك في مكان منفصل.
19- لا تُشعري طفلك بالذنب، فتقولين أنت أناني لأنك شخص سيئ، ولكن قولي إن ما تفعله خاطئًا لكننا على يقين من أنك لم تقصد ما شعرنا به وقتها، لأن ذلك يتنافى مع أخلاقك وطبيعتك.
20- العبي مع طفلك لعبة الأدوار واستبدلي نفسك به، وافعلي معه ما يفعل مع الآخرين ليستوعب الخطأ فيما فعل، ويشعر بالتأثير السلبي الذي يتركه على الغير، مُقابل التأثير الإيجابي حين يصبح اجتماعيًا ومُتعاونًا.
وفي النهاية.. اعلمي أن تلك المرحلة يمر بها غالبية الأطفال، وأنه يُمكنك التَغَلّب عليها، لا يلزمك إلا كثيرًا من الصبر والاستمرارية والمحبة.
عن مجلة نون