لا تصافحي الرجال … فأنكن لا تدرون ماذا يوجد في أيدي بعضم

لا تصافحوا الرجال … فأنكم لا تدرون ماذا يوجد في أيدي بعضم , ملايين الفيروسات والبكتريا والطفيليات تحوم حول الانسان

الإصابة بعدوى الجراثيم لا تزال تُمثل أحد الأسباب الرئيسية لإصابة الناس بالأمراض … فمن عطس أحد الأشخاص الجالسين بجوارنا في المكتب أو أثناء زيارة عائلية، ومن استخدامنا لسماعة هاتف عمومي، ومن قرص لجلد أحدنا خلال سفره إلى منطقة موبوءة بالبعوض، ومن تناولنا لسندوتش “شارورما” أو “فلافل” من مطعم لا يتبع أبسط قواعد النظافة، ومن غير ذلك الكثير، تنتقل الجراثيم إلينا.

لأننا نعيش في عالم يتميز بأن تعداد الجراثيم فيه يفوق ملايين أضعاف عدد السكان من البشر، وكذا عدد الحيوانات والحشرات، فإن علينا أن نتقبل حقيقة بسيطة وهي أننا مُحاطون بالجراثيم من كل جانب، ومُعرضون في كل لحظة لالتقاط أحدها. ولذا بالتالي فإن الإنسان يُمكن أن يكون مريضاً طوال عمره بميكروب تلو آخر. ولكن هذا السيناريو لا يحصل، بل الأمور أهون من ذلك بكثير على بني البشر. ولأحدنا أن يسأل : لماذا لا يبقى المرء مريضاً طوال عمره طالما أنواع الجراثيم، مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات، تُحيط بنا من كل جانب؟

والإجابة الواقعية والعلمية بسيطة، ومفادها أن الإنسان “محظوظ”. وهو محظوظ لأن ليس كل البكتيريا الموجودة حوله هي من البكتيريا المتسببة بالأمراض. وتشير بعض المراجع الطبية المتخصصة في علم الميكروبات إلى أن 1% فقط من البكتيريا التي حول أحدنا قد تكون سبباً في إصابته بالأمراض. وكذلك الحال مع كثير من بقية أنواع الميكروبات.

والإنسان محظوظ “كمان وكمان”، ومن حظه أن لدي جسمه عدداً من خطوط الدفاع التي تحميه من الميكروبات. ويُمثل الجلد خط الدفاع الأول، بكل ما فيه من آليات تعمل على منع الميكروبات من الدخول إلى الجسم. وكذلك ثمة خطوط دفاع أخرى، بآليات عمل متنوعة، يمتلكها الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والجهاز البولي – التناسلي والعينيان والأذنان وبقية الأعضاء ذات الاتصال المباشر مع البيئة التي نعيش فيها.

إذن، ما الذي يبقى علينا فعله لوقاية أنفسنا من أمراض هذه الجراثيم؟ والجواب ببساطة واختصار: يبقى علينا الكثير جداً، من جوانب، وهي:

*علينا أن نُحافظ على قوة ونشاط أنظمة خطوط الدفاع عن الجسم كي تكون جاهزة وفاعلة ومثمرة في عملها.

* علينا أن نفهم ما يكفي عن الوسائل التي تتخذها الجراثيم في انتقالها وإصابتها الناس بالأمراض. وتختلف الوسائل المستخدمة من قبل الأنواع المختلفة من الميكروبات، تبعاً لاختلاف أنواع الجراثيم في منطقة عن بقية المناطق الأخرى في العالم، ومن وقت لأخر خلال العام.

* علينا أن نُدرك ونتبع تطبيق الوسائل السلوكية والوسائل الطبية التي ثبتت فائدتها في منع الإصابة بالجراثيم ومنع الإصابات بأمراضها.

* حقائق عن العدوى بالجراثيم

* الإصابة بأمراض الميكروبات تتم من خلال عدوى الاتصال. والمقصود أن الأمراض الميكروبية لا تحصل إلا حينما ينجح “شيء ما” من الميكروب، من أي نوع كان، في الوصول إلى جزء من الجسم والدخول فيه. هذا هو الأساس الأول. ولذا لا يُمكن أن ينشأ لدى المرء مرض ميكروبي إلا بوصول “شيء ما” من الميكروب إلى جسم الإنسان. و”شيء ما” تشمل الميكروب كاملاً، قوياً أو ضعيفاً، وتشمل أجزاء من جسم الميكروب أو مواد كيميائية يُفرزها.

والأساس الثاني، أن وصول الميكروب إلى عدة أشخاص لا يعني تلقائيا أن جميعهم سيُصابون بالمرض، بل يختلف الناس، إذْ قد يمرض بعضهم، بينما لا يظهر المرض أو أي علامات له على بعضهم الآخر. وذلك وفق تأثير عوامل عدة تتعلق بجهاز مناعة الجسم، ومدى تغلغل الميكروب في الجسم، وكمية الميكروبات التي وصلت إلى الجسم، والحالة الصحية العامة للجسم، وغيرها من العوامل.

* فرق بين العدوى والمرض

* والأساس الثالث، أن هناك فرق بين العدوى infection ، وبين المرض disease. والعدوى هي الخطوة الأولى، والتي فيها يحصل دخول الميكروب إلى الجسم. والمرض حالة من تفاعل الجسم مع وجود هذه الميكروبات في الجسم وتكاثرها وتدميرها لأنسجة الجسم. ولذا فإن تفاعل جهاز مناعة الجسم هو ما يُظهر مجموعات العلامات التي تُصاحب الحالة “المرضية”. ومثلاً في حال نزلة البرد، يكون ارتفاع حرارة الجسم علامة على أن ثمة تفاعلاً مُقاوماً يُبديه جهاز المناعة مع وجود الميكروبات أو المواد التي تُفرزها في الجسم. وكذا الحال مع سيلان الأنف والسعال والعطس.

 

لا تصافحي الرجال ... فأنكن لا تدرون ماذا يوجد في أيدي بعضم

 

 

والأساس الرابع، أن وصول الميكروب ودخوله إلى الجسم، لا يعني مطلقاً أن ثمة طريقاً واحداً لحصول هذا الأمر. بمعنى أن عدوى الإنسان بالمرض الميكروبي لا تتم فقط عند اتصاله المباشر بشخص أخر مريض يحمل الميكروبات تلك، بل ثمة طرق متعددة يُمكن للميكروبات من خلالها الوصول إلى جسم الإنسان السليم والدخول فيه والتسبب بالمرض لديه، دون أن يكون قد سبق للمرء أن اتصل بشكل مباشر، أو خالط، بشخص أو أشخاص مرضى. ومن هنا فإن هناك ما يُعرف في علم الأمراض المُعدية بـ “طرق الاتصال” المتسببة بانتقال وانتشار الميكروبات إلى الأشخاص السليمين. وهذه الطرق، منها ما هو عبر طرق “مباشرة” Direct ، ومنها ما يحصل عبر طرق “غير مباشرة” Indirect.

* طرق انتقال الميكروبات

* التقاط عدوى أحد أنواع الأمراض الميكروبية تتطلب أن يحصل اتصال وتلاق بين شخص سليم و “شيء ما” يحمل ويحتضن تلك الميكروبات. و”شيء ما” هذه تشمل إنساناً مُصاباً بالمرض الميكروبي، أو حيواناً يحمل ويحتضن تلك الميكروبات، سواءً تبدو عليه علامات المرض أو لا تبدو. وهنا تُسمى طرق الانتقال بـ “الطرق المباشرة”. وحينما تحصل العدوى نتيجة الاتصال بشيء جماد وملوث بالميكروبات، كالماء أو الطعام أو الهاتف أو الدم أو غيره، فإن طرق العدوى تُسمى “طرق غير مباشرة”.

والطريق المباشر لانتقال الميكروبات يأخذ ثلاث أوجه، وهي:

* من شخص مريض إلى شخص سليم. وهو أهم وأشهر طرق انتقال الميكروبات بين الناس. وهنا ينتقل الميكروب، سواءً كان فيروسا أو بكتيريا أو غيرهما من الميكروبات، من شخص لآخر. وهذا يحصل حينما يقوم الشخص المُصاب بالبكتيريا أو الفيروسات بلمس شخص سليم، أو السعال والعطس أمامه، أو تقبيله، أو ممارسة العملية الجنسية معه، أو غير ذلك من الطرق التي يُمكن للميكروبات من خلالها الوصول إلى جسم الشخص السليم. وهنا تختلف الميكروبات في القدرة على الانتقال، كما يختلف الأشخاص السليمين في احتمال التقاط الميكروب.

لا تصافحي الرجال ... فأنكن لا تدرون ماذا يوجد في أيدي بعضم

 

* من حيوان إلى شخص سليم. وكلمة حيوان تشمل جميع الحيوانات، من حشرات وطيور وزواحف وفقاريات وحيوانات بحرية وغيرها. والحشرات قد تحمل على جسمها أو في داخله ميكروبات يُمكن أن تنتقل إلى الإنسان حال ملامستها أو حال الإصابة بقرص منها. وكذلك الحيوانات الأخرى قد يأكلها الإنسان وهي ملوثة أو قد تعض الإنسان أو قد يلمس فضلاتها أو غير ذلك مما قد يتسبب بإصابات أشخاص سليمين بالميكروبات عبر الحيوانات.

* من الحامل إلى الجنين. وذلك إما خلال فترة الحمل نفسها أو أثناء عملية الولادة. وخلال فترة الحمل تعبر الميكروبات من الأم إلى الجنين عبر المشيمة. وخلال عملية الولادة تصل الميكروبات إلى الجنين إما عبر السوائل المهبلية أو الدم. وبعض الميكروبات قد تنتقل عبر عملية الولادة الطبيعية، وتقل احتمالات انتقالها عبر الولادة القيصرية. كما تنتقل الميكروبات المتسببة بالأمراض من خلال طرق “غير مباشرة”. وما يُسهل هذه الطرق هو أن يكون لدى الميكروب قدرات على البقاء حياً خارج الجسم، سواءً كان جسم إنسان أو حيوان. وهو ما يحصل في العدوى جراء ملامسة أشياء ملوثة بالميكروبات من شخص مريض، كمقابض الأبواب أو سماعة الهاتف أو أسطح المكاتب أو لوح الكتابة للكومبيوتر. وتنتقل الميكروبات حينئذ إلى الجسم عبر لمس العينين أو الفم أو الأنف أو الجلد. وثمة الكثير من الميكروبات التي لديها القدرة على التسبب بالعدوى من هذه الطرق غير المباشرة، وكثير لا يُمكن انتقالها بتلك الطرق.

 

Savons pour l'Hygiène des mains

 

* وسائل لانتقال الميكروبات

* وانتقال الميكروبات عبر الهواء يتطلب وجود مركب ناقل يحمل الميكروبات على ظهره أو في داخله، كي تصل إلى الإنسان السليم وتُصيبه بالعدوى. والمركب الناقل على نوعين:

– الانتقال بالقُطيرات droplets ، أي تصغير قطرة. وأحدنا حينما يعطس أو يسعل، فإنه ينثر في الهواء رذاذاً من قُطيرات. وحال وجود إصابة فيروسية أو بكتيرية لنزلات البرد أو الأنفلونزا أو التهابات الحلق أو الجيوب الأنفية، فإن القُطيرات المنبعثة مع الهواء تحمل في طياتها الميكروبات. وهذا النوع يُسمى بانتشار القُطيرات droplet transmission.

والقُطيرات تستطيع قطع مسافة لا تتجاوز ثلاثة أقدام (90سم تقريبا)، لأن حجمها كبير نسبياً، ووزنها كذلك، فلا تستطيع أن تبقى في الهواء مُعلقة لمدة طويلة. والمشكلة حينما تصل القُطيرة إلى عين أو فم أو أنف إنسان سليم. وبعدها قد تبدأ أعراض المرض المنتقل بالظهور. ولذا فإن التواجد في المناطق المزدحمة أو المُغلقة، يرفع من احتمالات العدوى عبر انتشار القُطيرات. وهو ما يُفسر في جانب منه سبب ارتفاع الإصابات بأمراض الجهاز التنفسي العلوي في فصل الشتاء البارد بين منْ يحرصون على البقاء داخل المنازل أو المطاعم المزدحمة. – الانتقال بالجُسيمات Particle. وتنتقل بعض أنواع الميكروبات المتسببة ببعض الأمراض خلال الهواء وهي مُحملة على جُسيمات أصغر حجماً ووزناً من القُطيرات المائية. ولأن حجم ووزن الجُسيمات أقل، فإنها تنتقل إلى مسافات بعيدة، وتظل سابحة في الهواء لفترات أطول. والأهم، أنها تخضع لتوجيه تيارات الهواء في انتشارها، إما بعيداً أو قريباً من الناس السليمين. وبعض أنواع الفيروسات أو البكتيريا المتسببة بأمراض الجهاز التنفسي، تستخدم النوعين المتقدمين الذكر في انتقالها من المريض إلى السليم.

– الانتقال بعناصر حيّة. وتعتمد بعض الميكروبات في ضمان انتقالها من شخص مريض إلى شخص سليم، على عناصر حية تُسهم في إتمام عملية الانتقال، مثل البعوض أو البراغيث أو القراد أو القمل أو غيره. وهنا تستخدم “ناقلات الميكروبات” وسائل كالقرص أو العض أو لدغ أو لسع، في تسهيل إدخال الميكروبات العالقة على سطحها أو في افرازات جهازها الهضمي. وفي بعض أنواع الميكروبات، تكون “ناقلات الميكروبات” مهمة فقط في إتمام عملية الانتقال. بينما في أنواع أخرى من الميكروبات، يكون وجودها في جسم أحد “ناقلات الميكروبات” مهم للتمكن من النمو والتكاثر والنضج، قبل الدخول إلى جسم الإنسان. وهذا ما يحصل في الملاريا والبعوض.

لا تصافحي الرجال ... فأنكن لا تدرون ماذا يوجد في أيدي بعضم

 

– “طريقة النقل العام”. وتتمكن الميكروبات من خلال الماء أو الطعام الملوث بها، من الانتقال إلى جسم الإنسان السليم. وهو ما يُطلق البعض عليه “الانتقال بطريقة النقل العام”. وذلك لأن هذه الطريقة تُمكن مجموعات الميكروبات من الانتقال إلى عدد كبير من الناس عبر مصدر واحد متلوث.< * عند الشك في الإصابة بالميكروبات.. متى عليك مراجعة الطبيب؟ * عند احتمالات إصابة الإنسان بأمراض جرثومية، فإن زيارة الطبيب أو استشارته بالهاتف ضرورية حينما يكون هناك: * عضة من إنسان أو حيوان. * صعوبة في التنفس. * سعال يطول إلى أكثر من أسبوع. * ارتفاع في حرارة الجسم، يتجاوز 38 درجة مئوية. * أوقات يرتفع فيها عدد نبضات القلب. * طفح من الاحمرار في الجلد، خاصة حينما يكون مصحوباً بارتفاع حرارة الجسم. * تورم وانتفاخ في أي منطقة من الجسم. * صعوبة النظر أو غشاوة في الإبصار. * استمرار القيء. * صداع شديد، أو صداع غير معتاد. * عناصر للوقاية من أمراض الجراثيم * يُمكن لأحدنا أن يُقلل من احتمالات إصابته أو إصابة أحد أفراد أسرته، بالأمراض الميكروبية من خلال إتباع العناصر الوقائية التالية: > الحرص على غسل اليدين. وهذا السلوك على بساطته وسهولته وقلّة اهتمام الناس به، يظل هو خط الدفاع الأول والأكثر فائدة وجدوى في وقاية النفس ووقاية الغير من الإصابة بالأمراض الجرثومية، وخاصة غسل اليدين قبل البدء بإعداد الأطعمة وبعد الفراغ من ذلك، وقبل وبعد الأكل أو الدخول إلى دورات المياه، وبعد مصافحة عدد من الناس، وعند الدخول إلى المنزل، وغيرها من الأوقات التي يغلب على ظن الإنسان أن يديه قد تلوثت بملامسة الناس أو أشياء قد تحمل على أسطحها عدداً من الميكروبات.

> أخذ اللقاحات. ومن الحقائق العلمية اليوم أن إنتاج البشر للقاحات أمراض ميكروبية معينة، قد أسهم إلى حد كبير جداً في وقاية مليارات البشر من أنواع شتى من الأمراض. وهناك برامج واضحة لإعطاء الأطفال هذه اللقاحات المتوفرة، وإرشادات واضحة أيضاً حول إعطائها للبالغين في أوقات معينة ولظروف حياتية معينة، كنوع العمل أو مكان السفر أو غيره.

> تناول المضادات الحيوية بوعي. والمضادات الحيوية هي نوع من الأدوية الموجهة نحو القضاء على البكتيريا. والأساس هو تناولها عند الحاجة. وهو ما يُقرره الطبيب بصفة مباشرة في حالة مريض بعينه. وعند وصف الطبيب لها، يجب بدقة إتباع الإرشادات الخاصة بتناولها، من نواحي الوقت والمدة وغيره.

> البقاء في المنزل عند ظهور أعراض أو علامات مرض ميكروبي. وتحديداً، الحرص على عدم الذهاب للعمل عند الشكوى من القيء، أو وجود إسهال، أو ارتفاع في درجة حرارة الجسم. وهذا يشمل الأطفال الصغار، والملتحقين بالمدارس والجامعات، والبالغين من الموظفين وغيرهم. وتجب استشارة الطبيب في العودة إلى العمل أو المدرسة. > مراعاة أصول وطرق النظافة عند إعداد الأطعمة. وهو ما يشمل أي نوعية من الإعداد، وفي أي مكان. أي للأطعمة المطبوخة بالحرارة أو المأكولة باردة، وسواءً الطازجة أو غيرها، والتي يتم إعدادها في المنزل أو المطاعم أو السفر أو الرحلات. والحرص ايضا على انضاج الأطعمة المطبوخة، وعدم تناول الأنواع الواجب طهيها نيئة.

> الاهتمام بنظافة الأكل. وهو ما يشمل نظافة اليدين والأواني والملاعق والشوك والسكاكين والأكل نفسه، من فواكه وخضار وخبز وأطعمة مطبوخة. > الحرص على نظافة الأماكن المهمة في المنزل. ونظافة المنزل، والحرص على عدم دخول الحشرات إليه أساسي في الوقاية من الأمراض الميكروبية. وترتفع الأهمية في المناطق “الساخنة” من المنزل، أي دورات المياه والمطابخ وأماكن تناول الطعام. وهو ما يتطلب التنظيف بالمواد المُطهرة، ذات الفاعلية في تحقيق القضاء على الجراثيم.

> عدم المغامرة بممارسة السلوكيات الجنسية الخطرة. وذلك بالحرص أولاً وأخيراً على ممارسة العملية الجنسية مع شريك الحياة فقط. وتذكر أن الأمراض الجنسية لا تظهر مؤشرات تدل على وجودها من مجرد مظهر الشخص أو عمره أو وظيفته أو أي شيء آخر. كما أن كثيراً من الأمراض الجنسية قد تكون موجودة لدى الشخص دون أن تبدو عليه علامات واضحة للمرض، لا في الحالة الصحية العامة له ولا في الأعضاء التناسلية.

> لا تتشارك مع الغير في استخدام “الأغراض الشخصية” personal items. مثل فرشاة الأسنان، أو مشط الشعر، أو أمواس وتجهيزات الحلاقة، أو الملابس أو غيرها. كما يجب الحرص على عدم استخدام أدوات الأكل والشرب، التي سبق استخدامها من قبل الغير.

> السفر بطريقة حكيمة. ولا تسافر حينما تكون مريضاً، وتذكر أن الطائرة مكان صغير، يُمكن للعدوى أن تنتقل بين الناس فيه. كما أن السفر بحد ذاته شيء مرهق للجسم، ويتعرض المرء فيه لتغيرات مناخية ولتأثيراتها الصحية، كما أن هناك مناطق موبوءة بالأمراض وأخرى لم يتعود جسم المرء على الميكروبات فيها. واحرص على إتباع النصائح الطبية المتعلقة باللقاحات عند الذهاب إلى بعض المناطق في العالم. وحاول ما أمكن في السفر، تقليل فرص الإصابة بالأمراض، عبر الاهتمام بالأكل والشرب ونوعية مخالطة الغير والتعامل معهم.

>الحفاظ على حالة صحية جيدة للحيوانات المنزلية. وهناك أسس علمية للتعامل مع الحيوانات التي يُحب البعض اقتنائها في منازلهم. وهي ما يجب إتباعها والحرص عليها.

* أنواع الجراثيم..بكتريا وفيروسات وفطريات وطفيليات 1- البكتيريا: وهي كائن حي مكون من خلية واحدة، ولذا لا تُرى البكتيريا إلا من خلال الميكروسكوب ( المجهر). وقد يكون شكل البكتيريا على هيئة عصا، أو كرة، أو حلزون، أو غير ذلك. وتمتاز البكتيريا بأنها “تكتفي بنفسها” في نموها وتكاثرها، بمعنى أنها لا تحتاج إلى كائن حي أخر يعمل كحاضن لها. وتتكاثر البكتيريا بالانقسام الخلوي، أي ليس بالتزاوج.

وتستطيع أنواع من البكتيريا البقاء على قيد الحياة، ومن ثم عدوى أي كائن حي، في الظروف البيئية الصعبة.

وهناك بكتيريا تستطيع العيش في درجات حرارة مرتفعة، أو درجات منخفضة البرودة، أو في أوساط ذات درجة حموضة عالية. كما أن منها أنواع تستطيع مقاومة درجات عالية من الإشعاعات، أي الدرجات الضارة عادة بالإنسان أو الحيوانات. ومع هذا كله، فإن غالبية أنواع البكتيريا “تعشق” العيش في الظروف البيئية الموجودة في جسم الإنسان السليم.

ومما يجب أن يكون حاضراً في الذهن، أن ليس كل أنواع البكتيريا ضارة ومؤذية للإنسان. والمصادر الطبية تقول بأن أقل من 1% من أنواع البكتيريا قد يتسبب بالضرر والأمراض للإنسان، والبقية لا شأن لها بأذى الإنسان أو مرضه. والحقيقة أبعد ذلك، حيث تشير المصادر الطبية إلى أن جسم الإنسان يحتوي مليارات البكتيريا من الأنواع الصديقة. أي الأنواع التي تعيش في أمعاء الإنسان مثلاً، وتساعده في هضم الطعام وإنتاج الفيتامينات، كفيتامين الفوليت أو فيتامين كيه. ووجود هذه البكتيريا الصديقة سبب في تخفيف أعراض كثير من الأمراض أو الاضطرابات في الجسم، كالحساسية أو القولون العصبي، أو في تدمير البكتيريا الضارة المتسببة بالالتهابات البكتيرية المرضية في الأمعاء وغيرها.

2- الفيروسات: من أسهل الطرق لفهم الفيروس، تخيل أنه عبارة عن كبسولة تحتوي على مواد من الرموز الجينية، أي إما “دي أن إيه” DNA أو “أر أن إيه” RNA. وبهذا فهي تختلف تماماً عن البكتيريا، لأن البكتيريا عبارة عن خليه ذات غلاف جداري يحتوي في داخله على نواة وعلى سائل يضم العديد من التراكيب الخلوية. كما أن الفيروسات، بهذا التركيب البسيط، لا تتمكن من التكاثر والتناسل لوحدها، بخلاف البكتيريا. ولذا تحتاج أن تكون في داخل خلية كائن حي كي تتكاثر. وهو ما يحصل عند دخول الفيروسات إلى الجسم، حيث تتجه إلى الخلية الحية فيه، وتعمل ما في وسعها على تغيير النظام داخل الخلية وتجعله مسخراً لخدمة تحقيق “تكاثر الفيروسات”. وفهم الغاية التي من أجلها يدخل الفيروس إلى الجسم، أي الرغبة في التكاثر، يُسهل علينا فهم الأمراض الفيروسية ويُسهل فهم وسائل معالجتها الدوائية، وهي الوسائل المحدودة حتى اليوم.

ولأن جهاز مناعة الجسم يعمل على تخليص الجسم من الفيروسات، فإن أنظمة الدفاع لجهاز المناعة تُدمر خلايا الجسم في طريقها للوصول إلى الفيروس ومحاربته. وهو ما يحصل في حالات التهاب الكبد الفيروسية. وهناك العديد من الأمراض التي سببها فيروسات، مثل الأنفلونزا ونزلات البرد وشلل الأطفال والإيدز وأنواع من النزلات المعوية وغيرها.

3- الفطريات: وهي عبارة عن كائنات حية، غالباً أُحادية الخلية، وحجمها أكبر من البكتيريا. وقد تكون الفطريات على هيئة شيء متعدد الخلايا. وتعيش الفطريات في الهواء أو الماء أو التربة أو النباتات. وكثير من أنواع الفطريات الموجودة في الطبيعية غير ضارة، بل نأكلها. مثل فطر “عيش الغراب” الذي يُضاف إلى البيتزا، ومثل خميرة الخبز أو غيره. ومنها أنواع مؤذية بسبب المواد التي تُنتجها، كعفن المنازل أو غيرها. وهناك أنواع من الفطريات التي تتسبب بالأمراض. مثل التهابات الأظافر أو ما بين الأصابع في الأقدام، أو التهابات المهبل، أو التهابات الرئة أو الأذن أو الجلد أو غيرهم. كما أن ثمة أنواع من الفطريات المفيدة، كالتي تُنتج لنا المضادات الحيوية، مثل البنسيلين وغيره.

4- الطفيليات: وهي “حيوانات” ذات خلية واحدة، أي أنها جراثيم مكونة من خلية واحدة وتتصرف كحيوان. وتقوم بالبحث عن غذائها من خلال الصيد، وتتجمع مع بعضها البعض. وحينما تعيش الطفيليات داخل جسم الإنسان أو الحيوان، فإنها تعتمد على هذا الجسم في امتصاص غذائها منه، بمعنى أنها تعيش “متطفلة” عليه.

وهناك أنواع كثيرة منها تعيش في أمعاء الإنسان ولا تتسبب له بأي أمراض، وهناك بالمقابل أنواع أخرى منها قادرة على التسبب بالأمراض.

وغالباً ما تدخل الطفيليات جسم الإنسان من خلال الماء أو الطعام الذي نتناوله، ومنها ما يدخل الجسم عبر العملية الجنسية، وأنواع أخرى منها تدخل الجسم عبر أحد “النواقل”، كالبعوض وغيره. ومن أمثلتها الملاريا.

5- الديدان: وهي عبارة عن “طفيليات” كبيرة الحجم. وقد تدخل الديدان إلى الجسم مباشرة، وقد تدخل كبيضة تفقس وتنمو فيه. وتستوطن الديدان عدة أعضاء، مثل الأمعاء والكبد والرئة والدماغ والجلد وغيره. وتُصبح معتمدة في تغذيتها على الجسم وما فيه من عناصر غذائية.

والديدان عادة ما تكون مكونة من أجزاء متشابهة، أو مكونة من جزء واحد. وتحتوي على عدة أجهزة في أجسامها، للتكاثر والهضم وغيره. ومن أمثلتها الديدان الشريطية والديدان المدورة.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا