عُرسٌ بكنيسة “القديس بطرس” يثير فضول عشرات الرباطيين

في مشهدٍ مُعبّر عن التسامح الديني، تحوّلت كنيسة “القدّيس بطرس”، في ساحة “الجولان” بمدينة الرباط، إلى قِبْلة لعشرات المواطنين المغاربة، الذين استوقفهم موكب عُرْس كبير أقامه أحد رجال الأعمال الكونغوليين في الكنيسة، بعد زوال السبت.

عُرسٌ بكنيسة “القديس بطرس” يثير فضول عشرات الرباطيين

ففيما كانت مراسيم الزواج تُعقد داخل الكنيسة، كان عشرات المواطنين يقفون أمام الباب، منهم من يترقب خروج العروسين، وآخرون يأخذون صورا تذكارية مع سيارات “الليموزين” الفاخرة، التي جاء على متنها العروسان والمدعّوون.

وداخل الكنيسة، كانت الكراسي الخشبية ذات اللون البنّي الداكن غاصّة عن آخرها بالمدعويين، فيما تابع آخرون الحفل واقفين، ومنهم مغاربة، الذين استعان عدد منهم بالهواتف المحمولة لتصوير العرس، الذي صاحبته طقوس دينية مسيحيّة، وموسيقى وزغاريد.

وحسب ما أفاد به أحد المدعوّين، ومسؤولة عن تنظيم العرس، فإنّ العريس يعتبر من كبار رجال الأعمال في دولة الكونغو الديمقراطية، ويشغل منصب مدير شركة للبترول؛ وقد بدا واضحا أنّ العريس ينتمي إلى الطبقة البورجوازية، من حيث العدد الهائل للمدعويّن، الذين غصّت بهم جنبات كنيسة القدّيس “بطرس”، والذين أقلّتهم ستّ حافلات، كما أنّ “ثراء” العروس بدا جليّا من خلال سيارات “الليموزين” الفخمة وسيارات “الميرسيديس” الفاخرة التي أثارت فضول المواطنين المغاربة وأخذوا معها صورا للذكرى.

وعلى الرغم من أنّ العرس كان كبيرا، إلا أنه لوحظ غياب أيّ رجل أمن نظامي مغربي في محيط الكنيسة، التي ارتدت أدراجها سجّادا أحمرَ امتدّ إلى غاية الباب الخلفي لسيارة “الليموزين” التي أقلّت العروسين، فيما كان حارس أمنٍ خاصّ وحيدٌ بباب كنيسة القدّيس “بطرس”.

الحديث عن العرس الكونغولي الفخم امتدّ إلى داخل عربات “الترامواي”؛ تقول فتاة مُحجّبة لصديقتها “بحال هادشي كنا كانشوفوه غير فالتلفزيون، هادي أوّل مرةّ كانحضر عرس في كنيسة، ضريّفين مساكن، قالوا لي مرحبا بيك”.

بعد ذلك دخل ركاب آخرون على الخط للحديث عن العرس، تقول الفتاة المحجّبة، وهي تتأمل باقة الورد الفاخرة التي أعطيت لها من طرف منظمي العرس “كون مشيت نشريها فالسوق غادي نخلّص على الأقل واحد 300 درهم”، قبل أن تضيف ضاحكة “العرس زوين، ولكن ما نعرفش واش حلال ندخل للكنيسة ولا لا”، ثم ضحك الجميع دون أن يردّ أحد على السؤال.

هسبريس © محمد الراجي