شقيقة الأم التي قتلت أولادها تروي اطوار الحادثة :قالت لي وهي ملطخة بالدم صافي قتلتهم

في حوار خاص مع جريدة فبراير الالكترونية وفي جو تغلب عليه الدموع والحسرة، روت شقيقة غيتة، الأم التي قتلت ثلاثة من أبنائها بالحي الحسني، جزءا من ملابسات قضية ملغغومة.

من أين أبدأ ما جرى؟ تطرح السؤال أخت غيتة التي قتلت أبناءها الثلاثة بغبن والدموع تخنق بعضا من كلماتها.
تتذكر ما جرى بالضبط وتصفه كأنه صفعة.
بدأ كل شيء ذلك اليوم المشؤوم، حينما استيقظت متأخرة، على الحادية عشرة، لتفتح الويفي، الذي جرت العادة أن يعطله زوجها، لما له من أضرار صحية أثناء النوم، فإذا بها تفاجأ بعدة رسائل لأختها غيتة على الواتساب، يعود توقيتها إلى الساعة الرابعة فجرا، وفيه تقول « جيو دابا .. واش تلقاوني او لا ماتلقاونيش » !

اختلطت عليها المشاعر، هل تصرخ، هل تبكي، هل تندب حظ أختها. قالت مع نفسها، أكيد أنها تعرضت للعنف من جديد من قبل زوجها، حاولت الاتصال باختها، لكنها لم ترد، كانت تود أن تقترح عليها القدوم وأبنائها للعيش معهم، في انتظار زوال الجائحة، اتصلت وأعادت الاتصال، لتعرف منها، هل تبلغ الشرطة، أم تكتفي بالمرور عليها لنقلها معها للبيت.. وبما أن المكالمات ظلت من دون رد، فكرت الاتصال بالأستاذة شغوف، وهي محامية تتابع مع شقيقتها منذ شهر أكتوبر، ملفا عن العنف الزوجي. فعلا أجابت المحامية، فاقترحت عليها أن تنتقل إلى بيت أختها لإنقاذها، أو الاتصال بالشرطة.

« فكرت مليا »، تقول أخت غيتة.. قلت مع نفسي، عوض أن ابلغ الشرطة، سأذهب رفقة زوجي وابني ونأخذها لتقضي معنا بعض الأيام، في انتظار أن تنتهي موجة العنف التي تنتاب زوجها أو ينتهي العقد الذي بينهما، وهو حل لطالما لاح من بعيد.. تضيف أخت غيتة والدموع تغالبها.
العنف الزوجي

هل كان التعنيف الزوجي قاعدة تعيشها غيتة في البيت؟ ولماذا لم تطلب الطلاق؟ لماذا لم تصطحب ابناءها وتذهب بعيدا عن الزوج، عوض قتل أبنائها في الرابعة فجرا؟
« كان يعنفها لدرجة، أنه كان يترك من كثرة الشد والجر، شعر رأسها بين يديه.. فقدت الكثير من شعرها.. كنا ننصحها بوضع حد لهذا التعذيب، لكنها كانت تقول إن هذا العنف سيتوقف، وأنه يحبها، فقط تنتابه لحظات عنف.. أما الكلمات النابية، فقد كان يوزعها عليها أمام الأطفال، لدرجة أخجل أن أذكر أيا من الكلمات التي كان يحلو له أن ينعثها بها » تضيف دائما أخت غيتة.

اعتاد الزوج على صفع زوجته، ضربها، قمعها، يقول لها كلمات تختزل فكرة مؤداها، أنها لا شيء، ولا يمكنها أن تكون أي شيء من دونه !
تجاوزت اهاناته كل الحدود، وحينما كانت تعود غيتة إلى بيت الزوج، رغم الملف الذي يوجد لدى المحامية شغوف، كانت الأسرة تنكمش على ذاتها، وتبتعد عن سلوكات عنف، لا هي قادرة على إيقاف نزيفه، ولا هي قادرة على الالحاح بتوقيف علاقة زوجية، وحدهما الزوجين وأم الثلاثة أطفال، من يحق لهما الحسم فيه.
العنف بدأ مبكرا، تؤكد أخت غيتة، وتوقعت الأسرة أن ينتهي الزواج، قبل ميلاد فهد ثم توقعوا نهاية الحياة الزوجية بعد ميلاد فهد، لكن مسلسل العنف استمر، ودخلت الأسرة الصغيرة لغيتة في دوامة العنف !

وصلت أخت غيتة إلى بيت أختها، بمساعدة الـ »جي.بي.اس »، لأنها لا تعرف أين تقطن أختها، بحكم أن أسرة أختها انتقلت إلى بيت جديد منذ ثلاثة أشهر، والزيارات بين الأسرتين نادرة، والعنف الزوجي أحد أسبابها الرئيسية.
ظلت الأخت تطرق الباب ولا أحد يفتح ! حينها فقط فهمت أن الرسالة التي توصلت بها هذه المرة من أختها، تحمل مصابا جلل. بعد طول انتظار، رد زوج أختها. من الطارق؟ قالت له افتح أنا مينة. قال لها من مينة؟ فترد أخت زوجتك، أرجوك افتح.. وأخيرا فتح، وهو يردد : » ياك لاباس؟ » باختصار بين أخذ ورد سألته عن أختها، قال إنها في الغرفة المجاورة، ونزل بسرعة إلى الكراج، وهو يردد: » واش خدات ليا أولادي؟ فين داتهم؟ »

تقول أخت غيتة: » حينما نزل إلى الكراج، أسرعت إلى الغرفة، طرقت الباب، ورجوتها أن تفتح لي الباب، أخبرتها أن زوجها نزل للكاراج، وأنها يمكن أن تخرج هي والأولاد لنأخذها للبيت، وينتهي كابوس العنف.. أخذت وقتا، وحينما فتحت صعقت وأنا أرى ملابسها وقد تبللت بالدم ! دم من ؟ دم أولادها، فهد أكبرهم سنا ويبلغ من العمر تسع سنوات، وسلمى وعمرها سبع سنوات، ثم الابنة الصغرى جانا وعمرها ثلاث سنوات تقريبا.. سألتها والدم يسيل من عنقها.. واش قتلت اولادك.. قالت آه صافي !! »

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا