سائحة بريطانية تنصح بارتداء التنانير الطويلة في المغرب

لسنوات كثيرة، استطاع المغرب أن يجعلني أميل إليه بسبب جاذبية غريبة تكوّنت لدي حوله، فهناك شيء غريب أشعر به حيال هذا البلد الواقع في شمال إفريقيا والمتأثر ببعض من طباع الشرق الأوسط أحيانا، ونمط العيش الفرنسي أحيانا أخرى، كما أن فيه مزيجا من التقاليد الإسلامية وآثار الثقافة الأندلسية، فموسيقاه متأثرة بالطابع الإسباني، كل هذا يجعل منه بلدا آسرا بالفعل.

بعد رحلة قصيرة دامت لمدة ثلاث ساعات من لندن نحو فاس، تجد نفسك في أسواق أواني تقليدية مزخرفة جميلة، وإذا كنت تبحث عن أماكن رائعة للاستجمام والإحساس بالراحة بأبخس الأثمان، ففاس توفر في هذا الجانب مفاجآت عديدة، ففي هذه المدينة التي تقع 240 كيلومترا شمال مراكش، مدينة أخرى ساحرة شبيهة بها، يمكن للإنسان أن يعيش ولو لأيام قليلة في مكان سحره يذكر برونق العصور الوسطى وسحرها.

على زائر المغرب أن يتذكر أن الدرهم، أي العملة المغربية، صعب الحصول عليها قبل الوصول إلى المغرب، إلا أنك ستجد مكاتب الصرف وتغيير العملات في المطار فور نزولك من الطائرة، كما أن جلب بعض الأورو إلى المدن المغربية لن يضر في شيء، فيمكن لسائقي سيارات الأجرة مثلا أن يقبلوه.

 

سائحة بريطانية تنصح بارتداء التنانير الطويلة في المغرب
سائحة بريطانية تنصح بارتداء التنانير الطويلة في المغرب

المساومات أمر طبيعي هنا، فإذا كنت من الذين يتحرجون من المساومة حول أثمنة المنتوجات، فالأمر هنا مغاير تماما، فالباعة هنا مستعدون للحديث مطولًا وشرح تفاصيل الأثمنة، ومستعدون لبيع المنتوجات بنصف الثمن الأول الذي يعرضون به سلعهم، عكس ما يحصل لك وأنت تشتري ببطاقتك البنكية. وكنصيحة، عندما تعجب بالشيء، اسأل عن ثمنه وأظهر إعجابك الكبير به وتأسف على غلائه وغادر، سيتبعك صاحب المحل حتما وهو يعرض أثمنة أبخس بكثير من الأول ويمكن خلال ذلك الوقت أن تظفر بأفضل صفقة في حياتك.

كل من حلّ بمدينة فاس يسهل عليه التعوّد عليها وعلى جوها وسكانها، مهما يكن المكان الذي أتى منه، وهنا يكون من الطريف تعلم كلمات باللهجة المغربية، إذ يصبح الزائر أو السائح موضع تقدير بسبب ذلك من قبل سكانها، الذين يساعدونه على التعرف على المزيد من الكلمات وحفظها.

على النساء أن يضعن في حقائبهن بعض التنانير الطويلة والثياب المحتشمة عند سفرهن إلى المغرب، فهو بلد مسلم ليبرالي، ولكن إذا تزامن سفرك إليه مع شهر رمضان كما حصل لنا، فعلى ملابسك أن تكون محتشمة أكثر بقليل من المعتاد.

الآن أود أن أفكر في نفسي قليلا وأرتاح من عناء السفر، لذلك اخترت زيارة رياضات فاس القديمة، التي تتزين بديكورات قديمة وأواني مزخرفة وأثاث عتيق. أول رياض زرته، كان كبيرا للغاية، لكنه يمنح شعورا بالألفة بسرعة فائقة، كما أنه يترك لديك انطباعا أنك من أهل المكان، لتنسى أنك مجرد وافد سيأتي يوم قريب وترحل عنه.

للترحيب بنا، كان الجميع يكرر عبارة أننا في موطننا الثاني، وقد ترددت عبارات الترحيب حتى عندما كنا نجالس مالك الرياض في الليلة الأولى، فقد رحب بنا ودعانا لسهرة شيشة على الشرفة، التي تحاذيها غرف النوم الهادئة التي يبدأ ثمنها من 10 جنيه استرليني لليلة.

أحد العاملين بالرياض دعانا لجولة في المدينة القديمة، التي انتقلنا إليها عبر سيارات الأجرة، وأخذنا أولا إلى المقاهي الشعبية لعيش تجربة مشاركة مكان مثلها مع المغاربة خلال إقامتنا ببلدهم.

في المدينة القديمة بفاس، التي تعتبر نقطة سياحية مهمة ونقطة جذب للسياح، تشعر داخلها كأنك تتجول في متاهة من الشوارع الضيقة، وتشم فيها الروائح الزكية المختلفة، وتسمع الأصوات الرنانة من الأسواق، وبعد الانتهاء من التبضع فيها، ستكون على موعد مع رحلة البحث على كيفية الخروج منها، بعدما تشابهت الطرق والأزقة وفقدت طريق العودة.

الجو داخل أسوار المدينة القديمة، مثالي وهادئ للغاية، وهو أجمل مكان يمكن أن تزج نفسك فيه وتتوجه إليه، إن كنت تود الاستمتاع برونق فاس الحقيقي والخاص.

عندما تريد التحقق من عظمة وجمال هذه المدينة، عليك التوجه لدار أنابار، فهو مكان فخم ومذهل، يعود لعائلة تديره أفرادها، الذين تفننوا في تزيين شرفته وغرفه الواسعة، بطريقة تجعلك تشعر بإحساس الملوك.

بعد ليلة واحدة هنا، كنت مستعدة للرحيل، فقد نعمت براحة كاملة في فراش تقليدي، وأعجبت بمستوى الضيافة المغربية، خاصة بالشاي المغربي الحلو بالنعناع والأطباق المغربية التقليدية التي يقدمها مطعم الرياض، بما في ذلك الطاجين والكسكس، والحلويات المغربية الذيذة.

(*) سائحة بريطانية

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا