خاص عن عبد الله شقرون
عاش أبِي النفس ومات مرفوع الرأس.. اقتحم عالم الاختراعات والابتكارات العلمية والتقنية، وبرع في مجاله إلى أن صار حديث العالم كله، بل أضحى هدفا غاليا “تتهافت عليه العروض من كل حدب صوب، بينما وطنه “تنكر” له، ولم يمنحه المكانة اللائقة التي يستحقها، فآثر الانعزال في صمت، حتى أتاه اليقين يوم الجمعة 6 نونبر الجاري، بعد أزمة قلبية مفاجئة ألمت به.
إنه المخترع المغربي عبد الله شقرون، من مواليد مدينة تطوان سنة 1984، والذي فاق عدد اختراعات عدد سنواته القليلة التي عاشها، فقد استطاع ابتكار زهاء 35 اختراع، العديد منها يدخل في المجال العسكري، وهو ما أثار بعض الأقاويل والإشاعات بشأن “سر” وفاته المفاجئة، باعتبار أنه لا يعاني من أي مرض ظاهر، غير أن أسرته حسمت الأمر مؤكدة بأن وفاته كانت عادية، إذ آوى إلى فراشه بعد أن توضأ وصلى، ثم لم يستفق بعدها.
وكسب هذا المخترع الشاب احترام الكثيرين، بالنظر إلى أخلاقه العالية التي كان يشهد بها له كل من خالطه عن قرب، أو عرفه عن كثب، ولعل شهادة الداعية المعروف، الدكتور طارق سويدان، مثال على ذلك التقدير المعنوي الذي ناله خاصة من خارج بلاده، حيث قال عنه إنه “من أصغر المخترعين وأكثرهم إنتاجا”، وبأن الكل يشهد له بالصلاح والنبوغ”.
ولأن “مطرب الحي لا يُطرب”، كما يقول المثل العربي، فإن المخترع المغربي لم يحظ بكثير عناية من طرف مسؤولي بلاده، حتى أن وزيرا قال له إن “لا شيء لديه يمنحه له”، وفي المقابل اعترف له الغربيون باجتهاده ونبوغه، خصوصا بعدما أحرز مراتب متقدمة في عدد من المسابقات والمهرجانات الخاصة بعرض الاختراعات..وإن كانت البلد لم تمنحه ذلك التشريف، فليس أقل من أن ينضم إلى نادي الطالعين بهسبريس، ولو أنه فارق الحياة قبل أيام.
هيسبريس