جهاد وزياد … مغربيّان بصما على مسار دراسي وتنموي مميّز

من أولاد تايمة والرباط، مروراً بجوهانسبورغ جنوب إفريقيا، ووصولاً إلى جامعات مرموقة بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم العودة مجدداً إلى بلد الأصل.. مسار دراسي سطّره كل من زياد المنيري وجهاد حجوجي، وتجربة في العمل القيادي أعطت لحد الآن مجموعة من المبادرات الفعالة. فجهاد وزياد، لم يتوقفا عند حدود رغباتهما الشخصية، بل قرّرا المضيّ قُدماً في ما يعود بالنفع على الوطن والعالم ككل.

جهاد حجوجي، ابنة مدينة أولاد تايمة لم تتجاوز بعدُ ربيعها الـ23، هي مؤسسة جمعية تحدّي الرباط للمقاولة سنة 2010، وهي المُنظِّمة، رفقة عدد من زملائها، للمخيّم الوطني للمقاولة التي يجمع كل سنة 35 مقاولاً شاباًً من كل أنحاء المغرب.

بدأ المسار عندما قُبلت في برنامج تبادل مموّل من طرف الخارجية الأمريكية، لمّا كانت تدرس في السنة الأولى من التعليم الثانوي، وعاشت في بلاد العام سام سنة كاملة، قبل أن تلتحق بالأكاديمية الإفريقية لإعداد القادة بجوهانسبورغ، قضت سنتين بهذه المنظمة غير الربحية، نالت خلالها بكالوريا مكّنتها من الالتحاق بجامعة ميدل بوري بولاية فيرمونت الأمريكية، تخصّص السياسة الدولية والاقتصاد، لتتخرّج في ماي من هذه السنة.

لم تثنِ الدراسة جهاد عن القيام بما فيه منفعة لأبناء بلدها، فقد اهتمت بمحاربة بطالة الشباب، ووعت أن التشغيل الذاتي هو الحلّ للتقليل من هذه المعضلة التي يعاني منها الآلاف من الشباب المغاربة، لذلك أنشأت جمعية تحدّي الرباط للمقاولة، لتكون سنداً لكل المغاربة الذين يريدون البداية من الصفر ومُباشرة مشاريع مدرّة للدخل، تعفيهم من انتظار وظيفة من الدولة. وقد استندت جهاد إلى تجاربها في الصين (قضت هناك فترة تدريبية) وجنوب إفريقيا والسنغال والولايات المتحدة، كي تستنتج أن العمل الذاتي هو الحل الأمثل لمواجهة العطالة.

ستلتحق جهاد قريباً بشركة في جنوب إفريقيا، ويتعلق الأمر بإحدى كبريات الشركات العالمية الخاصة بالاستشارات في مواضيع التنمية. غير أن طموح “ابنة هوارة” لا يتوقف في العمل كموظفة هناك، بل العودة نهائياً إلى المغرب ذات يوم، والمساهمة أكثر في تأسيس تنظيمات تساعد على زحزحة المغرب من الرتب الأخيرة التي يحتلها في قوائم التنمية العالمية.

أما زياد المونيري، ابن العاصمة الإدارية الرباط فقد أنشأ، وعمره لا يتجاوز 21 سنة، برنامجين تنمويين، واحد يكتسي بُعداً عالميا وهو برنامج Lankey الذي يمكّن التلاميذ من كل أنحاء العالم، من قضاء الفترة الصيفية بالمغرب، وتعلّم اللغة العربية أو الفرنسية بأثمنة تفضيلية. وقد وصل عدد المستفدين من هذا البرنامج الذي بدأه سنة 2012، 35 تلميذا من كل أنحاء العالم: الولايات المتحدة، كوريا الجنوبية، جنوب إفريقيا، انجلترا، الإمارات، الصين، اليابان، كندا..

أما البرنامج الثاني، فيحمل اسم addictas، وهو عبارة عن تجمع مغربي يساعد التلاميذ على الولوج إلى شبكة من الجامعات العالمية يصل عددها إلى قرابة 4500 جامعة، حيث يشرف القائمون على البرنامج، على إرسال الملفات الدراسية وملءِ الاستمارات الدراسية، وقد استطاعوا مساعدة 11 تلميذا مغربياً خلال هذه السنة، ثلاثة منهم استطاعوا الحصول على منح دراسية تؤمن مصاريف دراستهم بالكامل.

الأسباب التي دعت زياد إلى مباشرة هذا البرنامج، هو وعيه بأن عدداً مهماً من التلاميذ المغاربة يحصلون على نقاط عالية في دراستهم الثانوية دون أن يجرّبوا حظوظهم في ولوج جامعات عالمية مرموقة، والكثير منهم يكتفون بمسارات دراسية عادية فقط لأنهم لا يعلمون بوجود آفاق أخرى تنتظر ترشيحهم، لذلك أتى هذا البرنامج كمساعد لهم.

بعد النجاح في السنة الأولى بكالوريا علوم رياضية، توجه زياد صيف 2010 إلى الأكاديمية الإفريقية لإعداد القادة، ومن هناك إلى جامعة شيكاغو الأمريكية، حيث يدرس حالياً تخصص الرياضيات الاقتصادية. طموحاته هو الآخر لا تتوقف في وظيفة ما، بل أبعد من ذلك:” عوض أن أساعد شخصاً ما في تحقيق حلمه بالعمل عنده في شركته، فلما لا أؤسس مقاولتي الخاصة؟” هكذا يفكّر زياد الذي يتطلع لمباشرة مجموعة من المشاريع ذات الصبغة الاجتماعية عندما يعود ذات يوم إلى المغرب نهائياً.

© hespress

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا