تجربة الوحم عند المغربيات ، و هل الوحم وهم أم حقيقة ؟!

هناك العديد من النساء تتساءل عن الوحم وطبيعته وكيف يمكن التعامل معه لهذا حرصت مجلة “زهرة المغرب” على تنظيم ملف متكامل حول هذا الموضوع.

فقد تبين أنه يشكل أعراض تصيب الحامل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل حتى منتصف الحمل وتترافق بأعراض الغثيان والإقياء الصباحي والتعب واشتهاء بعض الأطعمة التي لم تكن تميل لها الحامل أثناء الحمل، والبعد عن بعض الأطعمة التي كانت تحبها أثناء الحمل وأحيانا عدم تحمل بعض الروائح الجميلة مثل العطور أو روائح الطعام. واللافت للنظر أحيانا بعض الحوامل يتغيرن في تعاملهن مع أزواجهن حيث لا يطقن روائحهم وأحيانا تقوم إحدى الحوامل بطرده من غرفة نومهما طيلة فترة حملها.

“الوحم”.. تلك الفترة التي “تُعاني” فيها السيدات مدة تمتد طيلة ثلاثة أشهر الأولى من الحمل أو تزيد، ولعلها تلك الرغبة الجامحة في تناول أطعمة وأَشرِبة بعينها ذات روائح قوية ومميزة والابتعاد عن مأكولات أخرى وروائح قد تسبب الغثيان.

في الطرف الآخر من المعادلة، ينقسم الأزواج بين متخوفين خلال تلك الفترة الصحية الحرجة التي تمر بها زوجاتهم؛ عبر الإسراع إلى تلبية الطلبات – الأوامر، وبين من يعتبرونه دَلالا ومبالغة من الزوجات حتى يستمتعن بأكبر قدر من الاهتمام والعناية والامتثال من طرف الزوج.

أحب رائحة القطران

بضحكة عالية، ترد زينة المرأة الأربعينية بعد سؤال هسبريس لها، مردفة أنها خلال حملها الأول بابنتها، كانت تحب رائحة القطران الذي خَصَّصت له قارورة زجاجية تشتمه كل حين، حتى إنها كانت تضعه بالقرب من سريرها ليلا ما جعل زوجها يغضب من قوة الرائحة ويدَع الغرفة.

ومن بين المواقف المحرجة التي تعرضت لها، تضيف المتحدثة “أثناء شَمِّي المستمر للقارورة عَلِقَ شيء من القطران على أنفي الشيء الذي لم ألحظه، لأخرج بعدها لقضاء بعض الأغراض والتي جعلت كل من يلاقيني يبتسم أو يضحك دون أن أعلم سبب الضحك، إلى أن عدت للمنزل واكتشفت حقيقة ما حصل”.

 

تجربة الوحم عند المغربيات ، و هل الوحم وهم أم حقيقة ؟!

 

التُّراب..طعم لا يُقاوم

تحكي مريم وهي أم لطفل يبلغ سنتين، أنها وأثناء فترة وحمها، كانت تَتُوق لشمِّ رائحة التُّراب خصوصا بعد أن يهطل المطر، ليتطوَّر الأمر إلى لَعقِه وأكله.

“طعم مميز ولذيذ” تقول مريم، مسترسلة أنها كانت تطلب من زوجها كل نهاية أسبوع التوجه إلى بيت أحد الأقارب بالبادية والذي كان بيته مبنيا بالطوب حتى تستطيع الأكل من التراب وجمع ما يكفيها منه إلى نهاية الأسبوع المقبل،” حقيقة، صار من المحرج أن يستقبلنا أقاربنا كل نهاية أسبوع في بيتهم”.

رائحة الزوج.. تلك إشكالية أخرى

تُعلِّق فاطمة، الأم لثلاثة أبناء وابتسامة عريضة على مُحياها “مسكين راجلي صبر ليا بزاف”، متذكرة كيف أنها نفرت من رائحة زوجها وعطره وحتى الرؤية إليه، حتى أنها كانت تفتعل المشاكل وتغضب لأقل الأسباب من أجل أن تذهب إلى بيت عائلتها وتمكث أطول مدة ممكنة.

فاطمة أوضحت لهسبريس، أن زوجها كان متفهما للحالة التي تمر منها، مقترحا عليها بعد حين المُكوثَ في بيت والديها إلى حين تحسن حالتها الصحية “وهو ما كان”.

“المَرقة” واللحوم.. اِنْسَيْ

من جهتها، أكدت بشرى وهي الحامل في شهرها السابع، أنها أصبحت تكره رائحة المرق ولا تستطيع النظر إلى اللُّحوم كانت نيئة أم مطبوخة إلى حد الساعة، “لكن الجيد في الأمر أنني لم أعد أطبخ بعد أن تكلف زوجي بإعداد الأكل أو شرائه”، وتفضل بشرى أكل المعجنات بشكل كبير “أعلم أن وزني سيزداد لكنه أمر ليس بيدي”.

الوحم ورأي العِلم

في ذات السياق، قالت الدكتورة منى خرماش أخصائية أمراض النساء والتوليد بالمستشفى الجامعي الدولي الشيخ زايد بالرباط، إن مظاهر الوحم عند المرأة مرتبطة علميا بالتغيرات الهرمونية التي تؤثر بشكل مباشر على نفسية المرأة وامتناعها عن الأكل وإحساسها الدائم بالغثيان والرغبة في القيء وفقدان الشهية والرغبة الملحة في النوم والتعب والإرهاق وغيرها.

وأكدَّت الطبيبة المختصة في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن رغبة بعض السيدات الحوامل بتناول مواد غريبة كالفحم والتراب والقطران أو الرغبة في فاكهة الصيف مثلا أثناء الشتاء وما شابه ذلك، أمر مرتبط بنفسيتها أزيد من تأثير الهرمونات.

وأوضحت خرماش أن كل ما يقال عن ظهور وحمة على جلد المولود بسبب عدم تناول أمه لبعض المأكولات أو الفواكه التي تشتهيها ضَربٌ من الأساطير، وأن الأمر يتعلَّق بطفرات وتشكل غير سوي في الجنين بَعيدا عن كل هذه التأويلات.

ونصحت الطبيبة الأخصائية، النساء الحوامل خصوصا في الشهور الثلاثة الأولى من حملهن بتناول أكل متوازن وطبيعي والابتعاد عن المأكولات المعلبة المحتوية على المواد الحافظة، مشددة على ضرورة تفادي تناول السكر الأبيض والملح، والابتعاد عن القولة الشائعة والخاطئة بتناول حصة شخصين، “المفروض أن تتناول المرأة الحامل ما يكفيها من الطعام دون إفراط أو تفريط” تقول الدكتورة.

كما أن تعاملها مع أولادها يتغير فتصبح عدوانية عنيفة وأحيانا قاسية الطباع.

ويؤكد الاختصاصيون أن هذا مرده الاضطراب الهرموني الذي يحدث بسبب إفراز المشيمة لكمية هائلة من الهرمونات تصل أعلى من المعدل الطبيعي في جسم المرأة قبل الحمل ب 350 ضعفا لبعض الهرمونات وصدق الله القائل ” وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ” (14) سورة لقمان

ما الأمور التي يجب مراعاتها عند اشتهاء الأطعمة عند الحوامل؟

تشير الاحصائيات والنظريات والآراء إلى أن بعض الحوامل تشتهي الحلويات وقت الحمل، وعلى الرغم من أن الحلوى لم تكن طعاماً مفضلاً لهن من قبل، فيتم إلقاء اللوم على الهرمونات، والبعض تحدث أن لديهن رغبة شديدة أو نفور شديد خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل سواء تجاه أطعمة معينة أو روائح، وأحياناً تكون رائحة الطعام نفسه، مثل البيض أو الأرز.

والجدير بالذكر، أن اشتهاء الأطعمة أو النفور منها يؤثّر على التغذية الصحية التي تحتاجها الحامل والجنين، وبعض الحوامل اللاتي تعانين من درجات شديدة من غثيان الصباح خلال الأشهر الأولى من الحمل يحدث لديهن نفور من أطعمة رئيسية مثل السمك واللحوم والأرز والبقول، وتزداد لديهن الرغبة في الأطعمة الحامضية والتوابل، أو الأطعمة التي تساعد على تخفيف الغثيان.
وبعض الأطعمة تشير إلى وجود حاجة معينة داخل الجسم، فاشتهاء الحلوى والشوكولا والآيس كريم يشير إلى الحاجة إلى الطاقة، أو تقلب المزاج، أو اكتئاب الحمل، أو انخفاض مستوى السكر، وقد يعني اشتهاء الشوكولا الداكنة بداية فقر الدم الحملي، والحاجة إلى مغذيات معينة. وفي هذه الحالة تناولي مجموعة متنوعة من الفواكه، بمعدل 3 إلى 5 حصص من الفاكهة الطازجة يوميا. وقللي تناول الأطعمة السكرية التي تحتوي على الدهون إلى أقصى حد.
يمكنك تناول قطعتين من الشوكولا الداكنة، أو حصة صغيرة في اليوم من آيس كريم الفانيلا، على أن يكون ذلك بعد تناول وجبة طعام تعتبرينها صحية، لتجنب سكري الحمل.
وبالنسبة لاشتهاء التوابل والمخللات؛ يعني ذلك أنك تعانين من تغيرات هرمونية تجعلك راغبة في تذوق أشياء مختلفة. فلا يجب الإسراف في تناول التوابل أثناء الحمل لتجنب الحموضة وحرقة المعدة. استخدمي القليل من التوابل، وما يجب عليك هو تجنب الإخلال بالنظام الغذائي الصحي خلال الحمل.
أما بالنسبة لاشتهاء اللحوم والأسماك والبيض، فتعني هذه الرغبة أنك بحاجة إلى البروتين، والكالسيوم، وأحماض أوميغا3 الدهنية. وعليك زيادة البروتين في طعامك من خلال زيادة حصة البقول، والدجاج المشوي، والأسماك، والبيض المسلوق حيث تحتاج الحامل استهلاك ما بين 60 و70 غراماً من البروتين يومياً.
أما اشتهاء الطباشير والبنزين والطلاء؛ فتشتهي بعض الحوامل روائح هذه الأشياء، بسبب وجود اضطراب في الأكل يسمى “بيكا”. وقد يعني ذلك وجود نقص في الحديد، كما يوجد تفسير آخر لهذه الظاهرة يقول إن السبب وجود مشكلة عاطفية، أو إجهاد، أو وسواس قهري. تحدثي إلى الطبيبة عن هذه الرغبة واطلبي مساعدتها.
وبالنسبة لموضوع مكعبات الثلج؛ فيعني اشتهاء مكعبات الثلج فقدان السوائل أو ارتفاع حرارة الجسم. في فصل الصيف تناول مكعبات الثلج أمر جيد، لكن انتبهي من التهاب الحلق في الشتاء.

وأخير عليك الانتباه لنفسك بصفة خاصة طيلة فترة الحمل، والانتباه لمستوى تغذيتك وجسمك. وعلى أسرتك أيضا الاهتمام بك بما في ذلك زوجك، فأنت في أمس الحاجة لكلمة طيبة وحنان أسري حتى لا تصابين باكتئاب ما قبل الولادة وما بعدها.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا