بكلمات مؤثرة زوجة الدكتور يوسف بو عبد الله توثق لحظة وصوله الى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء

بعد قضاء فترة خدمته التطوعية في قطاع غزة للمرة الخامسة على التوالي،عاد البروفيسور المغربي يوسف بو عبد الله الى أرض الوطن،الى أن الاستقبال لم يكن مخططا له هذه المرة كسابقتها التي عرفت توافد عدد من النشطاء و المتابعين و الأصدقاء ،هذه المرة عاد في صمت لكون زوجته الدكتورة ايمان مخلوفي اختارت استقباله بمفردها دون اخبار محبيه بموعد عودته و وثقت عبر مقطع فيديو لحظة وصوله لمطار محمد الخامس بالدار البيضاء و كتبت تدوينة على حسابها انستغرام بخصوص عودته:

“و أنا بانتظاره على بوابة الوصول، صار قلبي يخفق بشدة كأنه أول لقاء لنا… في وقت الانتظار جالت في ذهني أسئلة: كيف وصلنا إلى هنا؟ هل الأمر يستحق كل هذا العناء؟
جلست على حافة الرصيف مستظلة بجذع نخلة نحيل، و أخذت أتصفح معرض الصور على هاتفي، لأجد عشرات فيديوهات الأطفال المحروقة أجسامهم، المنزوعة رؤوسهم، اليتيمة أرواحهم، أحتفظ بها لعلي استعملها لاستحضار ضمير غائب، فأجبت “بل يستحق كل العناء و كل القوة و كل الصبر و كل الدعم” …
ثم أخذت أمرر المزيد من الفيديوهات لأعثر على فيديو كنت قد صورته و نحن في عطلة قبل سنتين؛ كنا في نزهة حين مر بجانبنا فتى ضعيف البنية و هو يجر عربة محملة بالبضائع و يظهر عليه التعب و العطش، في رمشة عين وجدت هذا الرجل الذي كان بجانبي يتركني و يذهب لدفع العربة من الوراء حتى يخفف الثقل عن الفتى… كنت أود أن أرى تعابير وجه الفتى و هو يشعر بحمله يصبح خفيفاً دون أن يدرك السبب و ليومنا هذا… فأجبت و أومأت برأسي “لهذا وصلنا إلى هنا… العون العون عباد الله”
أشهد أن هذا الرجل المعطاء، الذي لم يعلم قط أنني صورت صنيعه الكريم أنه كريم، و أن قلبه ينبض بحب الغير و لم يتوان يوماً عن مد يد العون…فأحببت أن أشكره من كل قلبي على نبله ❤️
شعرت براحة نفسية غريبة… و وقفت أبحث عن زوجي على بوابة الوصول حتى نكمل المشوار معاً لأننا لم نصل بعد… المشوار الذي بدأناه و نحن ندرك عواقبه على كلينا… لكننا سنكمله بإذن الله، و لن نتخلى عن إخوة استنصرونا و لو تخلى عنهم الكل، و على الرغم من بساطة ما نملك …أعتذر منكم أحبتي لأني ذهبت وحدي لاستقبال الدكتور و لم أخبر أحداًالله يسامح ❤️”.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا