بالصور هذه الفنانة السورية هي صاحبة صوت السلطانة هيام
تقول إنّها تعمل في الدوبلاج لأجل المتعة.. ولا يهمّها الأجر الزهيد الذي يأخذه الممثل السوريّ الذي يقوم بالدوبلاج، بقدر ما تتمنّى أن يكون تكريم الفنّان السوريّ جنباً إلى جنب مع الممثّل التركيّ.
الفنّانة السوريّة الشّابة لمى إبراهيم التي أدّت شخصيّة “السلطانة هيام”، خلال الدوبلاج الخاصّ بالمسلسل التركيّ الشهير “حريم السلطان”، فتحت قلبها لـ “سيدتي نت”، وتحدّثت عن علاقة صداقة جميلة بينها وبين “هيام”، فما سرّ هذه العلاقة؟ كذلك تحدّثت عن أسرار شخصيّة السلطانة الشّقراء وتناقضاتها الحادّة.. وكشفت لمى عن معاناتها أثناء الدوبلاج وعن المرض الذي أصابها بسببه..من دون أن تنسى الجمهور العربيّ الذي أحبّها وقام بمقارنتها جماليّاً مع الممثلة التركيّة الأصليّة، فوعدته بجزء ثالث من العمل.
اللغة الروسيّة
شخصيّة السلطانة “هيام” استطاعت جذب الجمهور إليها بشكل كبير، فما السرّ في ذلك؟
غموض شخصيّة السلطانة “هيام” وقصّتها المشوّقة وشكلها الجميل كلّها عوامل ساعدت في نيل إعجاب الجمهور، خصوصاً أنّ هذه الشخصيّة واقعيّة وكانت في يوم من الأيّام على قيد الحياة، وقد تطوّرت من فتاة عاديّة بسيطة حتّى أصبحت السلطانة ذات الجاه والغنى. كنت سعيدة جدّاً بإجراء دوبلاج صوت الشخصيّة، كما غدت مع مرور الأيّام تعنيني كثيراً إلى درجة أصبحت أشعر أنّها صديقتي؛ أحيانا أتضايق من تصرّفاتها، وأحياناً أتألّم لأجلها، وبتُّ أشعر كأنّني أعرفها في الحياة الحقيقيّة وأتشوّق لمعرفة الأحداث الجديدة التي ستحصل معها.
حدّثينا عن تفاصيل ترشيحك لدوبلاج شخصيّة السلطانة “هيام”.
تمّ اختياري من بين عدّة فنّانات سوريّات لأداء دور البطولة في العمل؛ وما شجّع شركة الإنتاج على اختياري إجادتي للّغة الروسيّة. ففي بداية العمل كان من المفروض أن تتحدّث “هيام” باللغة الروسيّة، ما جعل الأفضليّة لمن يُجيد اللغة، وقد وافقت على الشخصيّة. هنا أريد التنويه بأنّني لا أقبل كلّ الأدوار التي تُعرض عليّ في الدوبلاج، إلا تلك التي أشعر بها وأظنّ أنّها تحمل تفاصيل مغرية؛ و”هيام” كانت غنيّة بتلك التفاصيل؛ لذلك وافقت عليها.
بسبب هيام أُصبت بالمرض
ما المختلف في شخصيّة “هيام” عن بقيّة الشخصيّات التي قمتِ بدبلجة صوتها في وقت سابق؟
العمل بشخصيّة “هيام” كان مختلفاً عن الأعمال الأخرى كثيراً، سواء من حيث الشّهرة الواسعة التي استطاعت السلطانة حصدها أو من خلال الجهد والوقت والتّعب الذي تتطلّبه إكمال دوبلاج الصّوت، حيث استغرق أكثر من سنة وشهرين لإنهائه. وقد كان العمل ككلّ مهمّ إخراجيّاً وإنتاجيّاً، وكلّ شيء فيه متكامل من حيث الديكورات والملابس والقصّة الجميلة التي يطرحها.
سنة وشهرين من العمل المتواصل في سبيل دوبلاج صوت “هيام”..فما هي أصعب المواقف التي واجهتها بالدوبلاج؟
العمل على دبلجة صوت “هيام” كان صعب جدّاً، لأنّ الممثلة التركيّة التي قامت بتجسيد الشخصيّة لديها طريقة خاصّة في النطق وفي طريقة الكلام، خصوصاً أنّها كانت تتنفّس كثيراً أثناء الكلام وتصرخ وتُعاني، وهذا ما كان يُتعبني كثيراً ويضطرّني إلى أخذ نَفَس بعد كلّ جملة، ما سبّب لي مشكلة في البلعوم واضطرّني إلى تناول عدّة أدوية في سبيل ذلك. هنا أشير إلى أنّ الممثلة التركيّة لم تكن لديها الخبرة الكافية في مجال التمثيل، خصوصاً أنّها تأخذ بطولة مطلقة للمرّة الأولى في حياتها.
تناقضات هيام
ما أبرز ملمح دراميّ تميّزت به شخصيّة “هيام”؟
الشخصيّة مركّبة جدّاً، وليس لها خطّ دراميّ محدّد، فأحياناً تكون رومانسيّة حتّى حدّها الأقصى، ثمّ تأخذ الحالة المعاكسة تماماً، بعد عدّة دقائق.. كذلك، فإنّ “هيام” تستخدم طبقة صوت خاصّة، عندما تكون مع “السلطان سليمان” وطبقة صوت أخرى عندما تكون مع “ناهد دوران” وطبقة صوت ثالثة عندما تتحدّث مع العموم.
هل نستطيع أن نقول إنّ الجمهور العربيّ تعرّف على شخصيّة “هيام” وأحبّها من خلال لمى إبراهيم؟
اللهجة السوريّة الجميلة ساعدت بشكل كبيرٍ بوصول الأعمال التركيّة إلى كلّ الوطن العربيّ، من مشرقه إلى مغربه.. والجمهور يُحبّها ويفهمها بسهولة. أمّا بالنسبة إلى شخصيّة “هيام” فقد تفاجأت عندما زرت دبي مؤخّراً بوجود عدّة أشخاص سألوني عن الشخصيّة، وقالوا لي إنّهم أحبّوها كثيراً من خلالي.
المقارنة الظالمة
ما قصّة المقارنة بينك وبين الممثلة التركيّة التي قامت بدور “هيام” على صفحات “الفيس بوك”؟
هناك بعض المعجبين الذين قاموا بإنشاء صفحات خاصّة بالسلطانة “هيام” على موقع “الفيس بوك”، ثمّ قاموا بوضع صوري إلى جانب صورها، وأجروا مقارنة على صعيد الشكل، ووجدوا شبهاً بسيطاً بيني وبينها على مستوى الملامح. أنا سعيدة جدّاً بذلك، لأنّ التّعب لم يذهب سدًى، خصوصاً أنّها المرّة الأولى التي آخذ فيها بطولة مطلّقة في مجال الدوبلاج.
قلتِ في حوار سابق لك إنّ الفنّان السوريّ مظلوم في الدوبلاج، ما قصدك؟
الكثيرون يعتقدون أنّ الدوبلاج موضوع سهل، ولكنّني أؤكّد أنّ صعوبته لا تقلّ عن صعوبة التمثيل. وبرغم ذلك فلا أحد يُقدّر تعب الفنّان السوريّ في هذا المجال، وكلّ التكريمات تذهب للممثلين الأتراك. لذلك أتمنّى أن يتمّ تكريم الممثّلين السوريين كما يتمّ تكريم الممثلين الأتراك، خلال تكريم جماعيّ نتعرّف فيه إليهم ويتعرّفون إلينا، فلولا الأصوات السوريّة التي تقوم بالدوبلاج لما كان للأعمال التركيّة أن تنال كلّ هذه الشّهرة في الوطن العربيّ.
الجزء الثالث من “حريم السلطان”
الجمهور العربي يسأل باستمرار عن وجود جزء ثالث من “حريم السلطان”، فهل أنتم بصدد دوبلاج الجزء الجديد؟
ما زالت عمليّات تصوير الجزء الثالث قائمة في تركيا، وعندما يُنهي الممثلون الأتراك تصوير العمل ككلّ سيتمّ إرساله إلى سوريا لنقوم بالدبلجة.. ولكن إلى حدّ الآن ليس لديّ معلومات دقيقة عن موعد تسليمنا الجزء الثالث.
لننتقل إلى مسلسل “على مرّ الزمان”، زملاؤك الفنّانون لم يعرفوا أنّك أنت من تقومين بدبلجة صوت “كارولين”، ما السرّ في ذلك؟
بالنسبة إلى شخصيّة “كارولين”، كان هناك سلوك خاصّ بها على مستوى الصّوت، فقمت بتغيير نبرة صوتي لتتناسب مع شخصيّة هذه الفتاة الأجنبيّة الشّقراء؛ والمفاجأة كانت أنّ العديد من النّاس وحتّى أصدقائي الممثّلين لم يُصدّقوا أنّني أنا مَن قام بدوبلاج الصّوت لشدّة ما كان مختلفاً عن صوتي الحقيقيّ.