امتدت يده إلى تنورة طالبة المدرسة. لكن بعد أن شاهد المتحرش هذا، ارتدت يده سريعاً
Mari Tonooka أم تعيش في طوكيو. ابنتها في الصف الثاني ثانوي تتعرض للتحرش منذ وقت طويل في وسائل النقل العام عند ساعات الذروة.
منذ بداية سنة 2014، وهي ضحية للتحرش في القطار الذي يوصلها إلى المدرسة.
إنها فتاة عادية وبالأحرى تبدو متحفظة. في الواقع، إنها من ذلك النوع من الفتيات الخجولات والمتواضعات اللواتي يبحث عنهن المتحرشون. جربت طرقاً كثيرة كأخذ القطار في ساعات مختلفة، حمل جهاز إنذار صاخب، الطلب من رفيقة في المدرسة أن تصاحبها، تغيير مكان جلوسها في القطار… ولم تعط أي فكرة النتيجة المتوخاة. لم تكن تستطيع النطق بأي كلمة وتعود غالباً إلى منزلها باكية.
مرت سنة بدون أن تجد حلاً. لكنها خلال هذا الوقت، وجدت القوة لتقول :” توقف لو سمحت ! “. كانوا يتجاهلونها بكل بساطة، أو ما هو أسوأ، يتهمونها بالافتراء على المعتدين عليها. شعرت بنفسها معزولة، بدون مساعدة، مع إحساس داخلي أنها ستنجح وحدها في الخروج من هذا الموقف. وفي بداية سنة 2015، وجدت الشجاعة للإمساك بأحد المتحرشين وتسليمه للبوليس الذي أوقفه.
بعد هذه الحادثة، بدأت هي وأمها بالتفكير في طريقة للوقاية من التحرش في القطار. لم يكن الإمساك بالمجرمين هدفهما الأول…كان هدفهما فقط أن تجدا حماية فعالة ضد التحرشات. الفكرة الأفضل بدت إنذار المعتدين المحتملين. في نيسان/ ابريل عام 2015، حضّرتا بطاقة “الحماية من التحرشات” وكتبتا عليها :” التحرش جريمة. لن أبقى صامتة “. وربطت الصبية هذه البطاقة بحزام حقيبة الظهر مباشرة على الكتف.
حملت البطاقة معها إلى المدرسة، والتحرشات توقفت ! ردّت البطاقة المعتدين وأبعدتهم عنها. لم تحتج إلى رفع صوتها ولا محاولة إثبات شجاعتها. فيما بعد، استبدلتا البطاقة ببطاقة أخرى على شكل شارة وقامتا بتحسين شكلها. هدفهما لم يكن فقط عدم وجود ضحايا، لكن أيضاً التخلص من المعتدين. غيّرتا عندها اسم الشارة من “ردع المتحرشين” إلى “استئصال المتحرشين”.
عندما نشرت الفكرة على وسائل التواصل الاجتماعي، تلقت مئات الأجوبة. وهذا أطلق حملة ” مشروع الشارة المضادة للتحرشات “. اكتشفت الأم والبنت أن هناك الكثيرات اللواتي يتمنين تلقي هذه الشارة للوقاية من الجرائم قبل أن تحدث. فأطلقتا حملة على الانترنت ووجدتا طريقة لإنتاج وتوزيع وتحسين هذه الشارة. ودعمت جهودهما مصادر مختلفة وزاد عدد الداعمين لهما.
في نفس الوقت، أرادتا أن يكون تصميم الشارة بشكل يسمح للمرأة بحملها دون أن تكون منزعجة، وأن لا تكون مخصصة فقط للمراهقات والتلميذات. لهذا صممت الشارة بهدف وضعها في أي مكان، على طاقية الرأس أو التي شيرت مثلاً. العمل قائم الآن على إيجاد وسيلة تمنع عزل حاملات الشارة.
تظهر الإحصائيات أن أقل من 10% من الضحايا يبلغن البوليس أو يشتكين. بحسب التقارير وعدد التوقيفات يبدو أن هذا لا يعكس الواقع الحقيقي. التحرش جريمة مرعبة يرتكبها أشخاص يستغلون إحساس الخجل والعار عند الضحايا. الكثيرات منهن لا يرفعن صوتهن لأنهن يجدن هذا محرجاً ولا يردن الوقوع في مشاكل. فكرة الوقاية من هذه الجريمة قبل حدوثها بواسطة شارة هي فكرة ثورية حقاً.
إذا أحببتم أنتم أيضاً أن تدعموا المشروع، شاركوا هذه القصة مع أصدقائكم. أتمنى أن يأتي يوم تؤدي فيه الوقاية إلى الاستئصال. لنكافح كلنا من أجل مجتمع حيث كل رجل وكل امرأة، صغاراً وكباراً، يركبون وسائل النقل العامة بسلام !