الناجون من مجزرة نيوزيلاندا يتحدثون عن أجواء الصراخ و الهرب التي عايشوها برعب شديد

“سمعنا صراخا وبدأ الجميع يشعر بالذعر.. كان هناك إطلاق نار في كل مكان.. وأشخاص يركضون وآخرون يسقطون قتلى أمامك”.. ملخص لحظات الرعب داخل مسجدين في نيوزيلندا أثناء تعرضهم لهجوم إرهابي، أودى بحياة نحو 49 شخصا وإصابة 48 آخرين.

بدء تشييع جنازات ضحايا هجوم نيوزيلندا الإرهابي
روى عدد من الناجين من المجزرة التي ارتكبها الإرهابي برينتون تاران، الأسترالي الجنسية البالغ من العمر 28 عاما، داخل مسجدين في مدينة كرايستشيرش، تفاصيل الواقعة المرعبة.

“لم نر أسوأ من اليوم”
نور حمزة، البالغ من العمر 54 عاما، واحد من ضحايا مذبحة مسجد النور، الذين حاولوا وصف بشاعة الحادث، فيقول حمزة “كنت أجري، بينما الرصاص يتناثر حولي من كل اتجاه، لم أجد أمامي مفرا سوى الاختباء وراء السيارات في موقف قريب”.

ويتابع “حمزة”: “لم أستطع الخروج من مخبأي سوى بعد وصول الشرطة، لأجد الجثث مكدسة على الطريق أمامي، ما يحدث هو كارثة ويوم أسود لنيوزيلندا بكل المقاييس”.

“حمزة” هو واحد من المهاجرين الماليزيين في نيوزيلندا، إذ انتقل هناك في الثمانينيات قبل أن يستقر عام 1998.

29 عاماً تفصل بين الحادثين الإرهابيين الأكثر عنفاً في تاريخ نيوزيلندا
موهان إبراهيم، هو واحد من 400 شخص كانوا يصلون بالمسجد عندما وقع الحادث، فيقول “إبراهيم” لم أستطع رؤية الإرهابي لأنني كنت في الغرفة المجاورة، لكني أذكر جيدا صوت الرصاص، ومشهد هروب الناس للنجاة بحياتهم، حتى الآن ما زلت في صدمة”.

“لم يفرّق الحادث بين صغير أو كبير” بهذه العبارة وصف إدريس خيردين 14 عاما، وأحد الشهود العيان عن تفاصيل الجريمة، مضيفا “كانت الصلاة على وشك أن تبدأ، قبل أن يندلع إطلاق النار العشوائي، كنت أظن في البداية أنه صوت أعمال بناء، قبل أن أجد الجميع يصرخ ويجري من حولي، حينها أدركت الحقيقة وهربت في الوقت الذي أصيب فيه عمي بطلقة في ظهره جعلته عاجزا عن الحركة، وحتى الآن ندعو له ألا تكون الإصابة خطيرة لهذه الدرجة”.

“لم أجد سوى النافذة لأهرب منها”
“رأيت شخصا يحطم النافذة ويقفز.. لقد كانت الطريقة الوحيدة أمامي لأهرب”، بهذا تمكن مصلٍّ في مسجد النور -أحد المسجدين اللذين شهدا المجزرة- من الهرب بسلام.

وفي مقابلة مع صحيفة “نيوزيلاند هيرالد” تحدث نور تافيس عن الرعب الذي انتابه عندما دخل الإرهابي برينتون تارنت إلى المسجد، وبدأ في إطلاق النار بصورة عشوائية على المصلين.

وأضاف أنه كان يقف في الصف الأوّل، وظن في البداية أن الضجيج كان سببه طقطقة في مكبر الصوت أو ما شابه، لكن عندما أصبح الصوت أكثر صخبا وتكرارا أدرك أن هناك شيئا ما أكثر خطورة.

وتابع “سمعنا صراخا وبدأ الجميع يشعر بالذعر، كان هناك إطلاق نار في كل مكان، وأشخاص يركضون وآخرون يسقطون قتلى أمامك”.

وأضاف “فكرت في كيفية الخروج من هنا.. رأيت شخصا يحطم النافذة ويقفز، لقد كانت الطريقة الوحيدة أمامي لأهرب، قمت بذلك أيضا، حيث كانت الطريقة الآمنة الوحيدة المتاحة أمامي”.

تسلق تافيس سور أحد المنازل المجاورة ويبلغ طوله مترا ونصف المتر، أملا في أن يستجيب له أحدهم ويصطحبه إلى مكان آمن ليسترد قوته، وبعدها حاول العودة إلى المسجد مجددا لمساعدة المصابين، وهناك شاهد تافيس العديد من الأشخاص ينزفون حتى الموت، واصفا ذلك بـ”الأمر المروع”.

ووصف الإرهابي منفذ المجزرة بأنه يستحيل أن يكون بشريا، متسائلا.. كيف يمكن أن يقوم إنسان بهذا؟

نور تافيس، أحد الناجين من المجزرة التي حدثت، هاجر من المغرب إلى نيوزيلندا منذ 15 عاما.

“الجميع يحاولون فقط الاختباء”
قال فرحان فاهيز لأحد البرامج التلفزيونية النيوزيلندية عن تجربته المروعة في مسجد لينوود “لم يسبق لي أن واجهت شيئاً مثل هذا من قبل في حياتي، إنه أمر مدمر بالفعل، أنا في حال صدمة”.

كان فاهيز موجودا في مسجد لينوود عندما دخل الإرهابي، إذ قال “كنا في منتصف الصلاة ليبدأ في إطلاق النار، فبدأ الجميع يحاولون فقط الاختباء بحثا عن غطاء يحميهم من طلقات الرصاص”.

وتابع “كان الناس فقط يحاولون الاختباء ويصرخون، فكانوا خائفين على حياتهم، وأثناء حدوث كل ذلك اتصلت بالشرطة ورجال الإسعاف”.

وبمجرد توقف إطلاق النار، حاول “فاهيز” التأكيد من سلامة الجميع، فالكثير من الناس كانوا ينزفون ويطلبون الماء”.

واختتم “فاهيز” حديثه للبرنامج التلفزيوني قائلا “أتذكر شخصا ما كان ينزف من يده وطلب ماء بيده الأخرى، فساعدته في شرب الماء، بالإضافة إلى وجود عدد من السيدات اللواتي كن يصرخن من أجل الماء، فقد كنت أحاول المساعدة بقدر ما كنت أستطيع”.

“بطل” مسجد لينوود
وحسب صحيفة “نيوزيلاند هيرالد”، قال سيد مظهر الدين إن المصلين كانوا يصرخون ويركضون في كل مكان، وإنه حاول الاختباء عندما شعر باقتراب المسلح من الدخول إلى مكانه.

وأضاف أنه أثناء اختبائه شاهد القاتل وهو يدخل من الباب الرئيسي للمسجد الصغير، حيث كان هناك ما بين 60 إلى 70 شخصا. متابعا أنه بجوار هذا المدخل كان كبار السن يصلون جلوسا، ودخل عليهم المسلح وبدأ في إطلاق النار بشكل عشوائي.

وقال مظهر الدين إن المسلح كان يرتدي معدات واقية، وكان يطلق النار بوحشية. وأضاف أن أحد الشباب المسؤولين عن الاهتمام بالمسجد كان موجودا داخل المسجد وقت الحادث، وحاول مطاردة مرتكب المجزرة وتمكن من أخذ البندقية منه لكنه لم يجد فيها الزناد، واستمر في الجري وراءه لكن كان هناك أشخاص ينتظرونه في سيارة أمام المسجد وفروا هاربين.

وتابع أنه تمكن من النجاة والهرب من المسجد، وعندما حضرت الشرطة حاول الدخول مجددا للاطمئنان على صديقه الذي أصيب بطلقة نارية وكان ينزف بشدة، لكن تم منعه.

قد يعجبك ايضا