اكتشاف النجم الطارق والإعجاز العلمي فيه

اكتشاف النجم الطارق والإعجاز العلمي فيه

75494

أقسم الله بنوع من أنواع النجوم فما هي حقيقة هذه النجوم؟ وهل فعلاً يوجد في الكون نجوم تطرق؟ ونفس النجوم هي ثاقبة؟ إنها آية كونية جميلة جداً يقول عنها العلماء إنها من أجمل الظواهر الكونية في الفضاء الخارجي.

وقد أقسم الله بها، يقول تبارك وتعالى: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ * إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ) [الطارق: 1-4]، نحن أمام نجم وصفه الله تبارك وتعالى بأنه طارق وبأنه ثاقب: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ) [الطارق: 3].

 

لقد فسر العلماء هذه الآية قديماً على أنّها تتحدث عن كل النجوم، فجميع النجوم لها ضوء ثاقب وإشعاع قوي، ولكن حديثاً ظهر ما يسمى بالنجوم (النيوترونية)، ما هي هذه النجوم؟ ما هي قصتها؟

  في عام 1967 رصد العلماء موجات راديوية كهرطيسية من خلال بعض التلسكوبات الرادوية الموجودة لديهم، لقد التقطت إشعاعات لنجوم مجهولة، في البداية ظن العلماء أن هذه الترددات الراديوية ما هي إلا رسائل من كائنات مجهولة أو أنها شيء مجهول، ولكن بعد ذلك بقليل تبين أنها عبارة عن نجوم تبث هذه الأمواج الراديوية بصورة دقيقة ومنتظمة. وبعدما قام العلماء بدراسة هذه النجوم دراسة دقيقة على مدى أكثر من ثلاثين عاماً وجدوا بأن هذه النجوم أكبر من الشمس بعدة أضعاف. وتتشكل نتيجة انفجار النجوم، فعندما ينفجر هذا النجم ويتهاوى على نفسه فإن مادته تتحول إلى نيوترونات.  ويقول علماء وكالة ناسا: إن هذه النجوم ثقيلة جداً حتى إننا لو أخذنا كمية بحجم “مكعب سكر” سوف يزن 100 مليون طن، أي وزن جبل,كذلك فإن جاذبية هذه النجوم وبسبب كتلتها الهائلة أكبر 200 بليون مرة من جاذبية الأرض !

ما هو الطارق؟يبدأ هذا النجم بالدوران حول نفسه بشكل هائل، فيدور مئات الدورات في الثانية مما يولد حوله مجالاً كهرطيسياً قوياً جداً، هذا المجال يولد أيضاً صوتاً يشبه صوت المطرقة، لذلك فإن العلماء وجدوا أن أفضل تسمية لهذه النجوم هي المطارق العملاقة، حتى إنهم يطلقون عليها في أبحاثهم هذا الاسم.

فسبحان لله العظيم حين خص هذا النجم بالثاقب
وأقسم به فمن عظمة القسم ندرك عظمة المقسوم به
فكثافة النجم الثاقب النيوتروني أعلى كثافة معروفة للمادة
ووزنه يزيد عن وزن الكرة الأرضية برغم صغر حجمه
فهو ثاقب والآن فلنتصور ماذا يحدث للأرض أو لأي جرم سماوي آخر
إذا وضع هذا النجم عليه أو اصطدم به
فلن تصمد أمامه أي الأجرام كانت ولا حتى الشمس
والسبب انه ذو كثافة مهولة.
وقد قدر عدد النجوم النيوترونية في مجرتنا بمائة ألف نجم
ومن الطبيعي أن تحتوي بلايين المجرات الأخرى
على مئات الآلاف من النجوم النيوترونية الطارقة الثاقبة
فالسماء إذن تمتلئ بها ومن هنا جاء القسم ليؤكد سبحانه بهذا القسم
{إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} الطارق
فكل نفس موكل أمرها لحافظ يراقبها ويحصي عليها ويحفظ عنها.
فسبحان الله هناك أوجه التشابه بين الحافظ وبين الطارق
نجد صورة حية جديدة من الإعجاز القرآني
فوصف النجم النيوتروني الذي لم يكتشف إلا حديثا بهذه الدقة
بكلمات قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة
انه نجم طارق ثاقب لا يمكن أن تصدر إلا من خالق هذا الكون
فلو حاول الإنسان مهما بلغ علمه وإدراكه وصف أو حتى تعريف ظاهرة النجم النيوتروني لا احتاج لأسطر وصفحات لتعريف هذا المخلوق.
وبعد ان يخبرنا المولى سبحانه عن هذا النجم ويقسم به
يعود بنا الى النفس البشرية ويذكرنا بالحافظ
الذي وكله الحفيظ الرقيب على كل نفس يحصي مالها وما عليها
حتى نبضها فالتشابه بين الحافظ الذي يحصى كل صغيرة وكبيرة
في دقة متناهية وبين الطارق الذي تطوى دقاته أقطار السماء
لتصل إلينا في دقة متناهية
والتشابه بين الحافظ الرقيب الذي لا تخفى عليه خافية من خبايا النفس البشرية
ولا سر من أسرارها وبين الثاقب الذي لا تستطيع أي مادة
أو أي نجمة مهما بلغ حجمها والسماء وطارقها
إنما هو الواحد القهار الذي لا تخفى عليه خافية
والذي يحيط علمه بكل صغيرة وكبيرة…
فسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا