استحضار أمنية الفنان محمد البسطاوي في الذكرى العاشرة من وفاته
تقاسمت الفانة سعاد النجار زوجة الفنان الراحل محمد البسطاوي تدوينة طويلة على حسابها انستغرام تعود لمؤسسة محمد البسطاوي للفنون الدرامية ،و ذلك بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيله الذي ترك ندبا غائرا في صرح الساحة الفنية التي كانت تعتبره عمادا من أعمدتها الدراميةو الفكاهية.
و عبرت في التدوينة عن مكانته العظيمة التي ضلت في الذاكرة رغم وفاته:
بسم الله الرحمن الرحيم،
“الحضور الكريم، زملاء محمد، أصدقاؤه، محبوه، وأسرته الفنية الكبيرة…نلتقي اليوم ونحن نحمل في قلوبنا مشاعر مختلطة: مشاعر الحزن لفراق فنان وإنسان لا يُعوض، ومشاعر الفخر بما قدمه محمد بصطاوي من إسهامات جليلة للفن المغربي، وتراثه الذي ما زال حاضرًا بيننا رغم مرور عشر سنوات على رحيله.
محمد بصطاوي لم يكن فقط فنانًا مبدعًا أو ممثلاً بارعًا، بل كان إنسانًا نبيلاً، يحمل في قلبه الحب والاحترام لكل من حوله، سواء كانوا زملاءً أو جمهورًا أو أفرادًا من أسرته. تعلمنا منه معاني الالتزام والصدق في العمل، وقيمة الفن كرسالة هادفة تحمل في طياتها رسائل أخلاقية وإنسانية عميقة.
خلال مسيرته الفنية الطويلة، لم يكن محمد يسعى وراء الشهرة أو الأضواء، بل كان يؤمن بأن الفنان الحقيقي هو من يعبر عن قضايا مجتمعه، وينقل نبض الشارع وهموم الناس، ليكون صلة وصل بين الثقافة الشعبية وبين الأعمال الفنية. لهذا السبب، أحب الناس محمد بصطاوي، لأنه كان واحدًا منهم، يعبر عنهم ويشعر بهم. لم يكن يختار أدواره بناءً على الشهرة أو الربح المادي، بل كان يختار الشخصيات التي تعكس صدقه وتواضعه.
اليوم، وفي هذه الذكرى العاشرة، ونحن في مؤسسة محمد بصطاوي للفنون الدرامية، نعمل بكل جد على تحقيق ما كان محمد يحلم به. لقد كان دائمًا يتحدث عن ضرورة دعم الشباب، وتقديم الفرص لهم لتطوير مواهبهم. كان يؤمن أن الفن هو وسيلة لتغيير المجتمعات نحو الأفضل، وأنه يجب علينا كفنانين أن نتحمل هذه المسؤولية.
من خلال هذه المؤسسة، نحاول أن نواصل مسيرة محمد، وأن نحقق جزءًا من حلمه، عبر تنظيم الورشات الفنية، ودعم المشاريع المسرحية والسينمائية التي تحمل قيمًا نبيلة وتساهم في تطوير الفن المغربي. محمد بصطاوي عاش حياته ملتزمًا بقضايا الإنسان المغربي، وسنستمر نحن في حمل هذا الالتزام.
أود أن أتوجه بالشكر الجزيل لكل من دعمنا في هذه الرحلة، لكل من وقف بجانبنا خلال السنوات الماضية، ولكل من ساهم في الحفاظ على إرث محمد بصطاوي. شكرًا لكل الفنانين والمخرجين والكتاب الذين عملوا معه وتعلموا منه، وشكرًا لكم أنتم، الجمهور الذي أحب محمد وسانده طوال مسيرته.
رحيل محمد كان خسارة كبيرة لنا جميعًا، لكنه ترك لنا إرثًا فنيًا وإنسانيًا سيبقى خالدًا في ذاكرة كل مغربي. نحن هنا اليوم ليس فقط لنستذكر محمد كفنان، بل لنحتفي بالإنسان الذي كان يؤمن بالحب والاحترام والتسامح.
ختامًا، أقول لك يا محمد: رغم أنك رحلت عن عالمنا بجسدك، إلا أنك حاضر بيننا بفنك، بقيمك، وبكل ما زرعته فينا من حب للفن والحياة. سنظل نعمل على تحقيق أحلامك، وسنبقى أوفياء لرؤيتك في أن يكون الفن وسيلة لبناء الانسان و المجتمع.
رحمك الله يا محمد بسطاويو ستظل معنا في كل لحظة نعيشها و في كل خطوة نخطوها . و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.”