وفاة طفل رضيع بسبب نبتة المخينزة بمدينة فاس
كشف المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، في تقرير له، أنه تم رصد حالتين من التسمم الخطير نتج عن الاستخدام العلاجي لنبتة “المخينزة” لدى رضيعين دخلا قسم المستعجلات الخاصة بالأطفال في المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني في فاس، “وكانت النتيجة تحسن وضعية رضيع ووفاة الآخر”.
ووفقا للتقرير ذاته فإن الأمر يتعلق برضيع يبلغ من العمر 16 شهرا، تم إدخاله إلى غرفة المستعجلات بعد فقدان الوعي، عقب بضع ساعات من إعطائه كمية غير معروفة من نبتة “المخينزة” من طرف والدته، بهدف علاج التهاب المعدة والأمعاء، وكان معدل ضربات قلبه في حدود 140 نبضة في الدقيقة ودرجة حرارة 36، وبعد تدخل الأطباء، تحسنت وضعيته في أقل من 12 ساعة.
أما الحالة الثانية، حسب المصدر ذاته، فهي تتعلق برضيع يبلغ من العمر 7 أشهر تم إدخاله إلى غرفة المستعجلات في المستشفى المذكور، فاقداً للوعي وبدرجة حرارة تصل إلى 40، بعدما تناول كمية غير محددة من نبتة “المخينزة” بهدف علاج الحمى، وبعد ساعة من ذلك أصيب بالإسهال.
وأشار المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية إلى أن حالة الطفل الرضيع ازدادت سوءا بعد ثلاث ساعات من دخوله المستشفى، حيث أصيب ببطء في دقات القلب بمعدل 43 نبضة فقط في الدقيقة.
وبعد إجراء الفحوصات البيولوجية والإشعاعية، استبعد أي سبب عضوي آخر لهذه الاضطرابات العصبية.
ورغم تدخل الأطباء، إلا أن الرضيع أصيب بسكتة قلبية بعد 18 ساعة من دخوله المستشفى ولم تنفع معه تدابير الإنعاش.
وعادة ما تستخدم “المخينزة” بأكملها في الطب التقليدي عن طريق أكلها أو عصرها أملاً في علاج أمراض الجهاز الهضمي و”التيفويد” و”الدوسنتاريا” لدى الأطفال والكبار، إضافة إلى القروح والجروح، كما تستخدم لخفض درجات الحرارة.
وفي هذا السياق، شدد المركز على أن “استخدام هذه النبتة كعلاج يمكن أن ينتج عنه عدد من حالات التسمم، التي من المحتمل أن تكون مرتبطة بجرعة زائدة، خاصة أن الجرعة السامة قريبة جداً من الجرعة المفترض أن تكون فعالة”، موضحا أن عدداً من العناصر الأخرى مثل التخزين غير السليم والتلوث بالسموم الفطرية أو المعادن الثقيلة ومبيدات الأعشاب “يمكن أن تكون مسؤولة عن هذه السمية”.