فاطمة الإفريقي صحفية فنية واجهت الإقصاء و العراقيل
بدأت فاطمة الإفريقي مسارها العملي في التلفزيون المغربي، ضمن الدفعات الأولى المتخرجة من المعهد العالي للإعلام في الرباط في 1990. و دشنت عملها في الإذاعة و التلفزة المغربية كما كانت تسمى آنذاك، ببرنامج سحر اليومي الذي كان جولة في آخر الأخبار الفنية المغربية و العربية. انتقلت ابنة الرباط، بعد ذلك لتقديم برنامجها الأشهر “المجلة الفنية” الذي استمر طيلة ثماني سنوات، و استضافت فيه، أشهر أعمدة الفن و الثقافة في المغرب، فمن منا لا يذكر الحلقة المؤثرة التي خصصتها للراحل العربي باطما، بعد وفاته مباشرة، و هي المعروفة بقربها الشديد من مؤسس ناس الغيوان.
استمر مشوارها مع التلفزيون في برنامج “مساء الفن” الذي بدأته مع مطلع الألفية الثالثة، و استمر حتى سنة 2006، حين طغت موجة البرامج التي تنتجها جهات خارجية على حساب كفاءات الإذاعة و التلفزة المغربية التي همشت، و وضعت على الرف. هذا الحال لم يستمر طويلا، إذ في سنة 2009، تقدمت ببرنامج “عتاب” الذي كان متميزا في شكله و في ضيوفه، لكن لم يستمر طويلا، حتى تم إلغاؤه سنة 2010.
بعد هذه التجربة الطويلة على الشاشة، احتارت فاطمة الإفريقي، التركيز على كتاباتها، و اشتهرت بعمودها الأسبوعي على جريدة أخبار اليوم المغربية، التي طغى عليها النفس السياسي، خصوصا بعد حركة 20 فبراير التي أيدتها بوضوح منذ اليوم الأول. و أيضا، تفرغت للتدريس في المعهد العالي للصحافة و الإعلام، حيث يتتلمذ على يديها الجيل الجديد من الصحافيين و الإعلاميين.
رغم صداقاتها المتعددة في الوسط الفني، إلا أنها تجاهر بمحبتها لأغاني الإخوان ميغري، و قالت مرة بشكل مازح أنها قبلت الزواج من شريك حياتها فقط حين أهداها شريط أغنيات للإخوان ميغري، زواج أثمر طفلين، رعتهما و اهتمت بتربيتهما رغم كل انشغالاتها الإعلامية و العملية، و اضطرت مرت إلى توقيف برنامجها “المجلة الفنية” طيلة ثمانية أشهر من أجل الإهتمام بطفلتها الأولى حين كانت رضيعة.
قد تكون فاطمة الإفريقي غابت عن شاشة التلفاز، لكنها لازالت حاضرة و لازالت تشغل بال حتى من يحاول إقصاءها و من يدري…قد تعود يوما إلى مكانها، أليس النهر دائما مايعود إلى مساره و لو حتى بعد جفاف طويل.