احتفاء فلسفي بمصطفى العمري بالبيضاء
يحتضن مركز التكوين في التنشيط الثقافي والفني لوبيلا بالبيضاء، يوم السبت 31 دجنبر ابتداء من الرابعة عصرا حفلا تكريميا للباحث والمفكر المغربي مصطفى العمري، بحضور عدد من أصدقائه وتلامذته، عرفانا بما أسداه من خدمات جليلة في مجال الثقافة وترسيخ الدرس الفلسفي والفكر النقدي.
وسيكون الاحتفاء بمقر المركز بشارع العنق، فرصة لاستحضار جوانب من مسار العمري، الذي سيكون حاضرا، من خلال شهادات العديد من زملائه في مجال الفلسفة منهم الأستاذ محمد رونق، وكذلك الحديث عن أشهر تلامذته منهم المفكرون محمد سبيلا ومحمد وقيدي وسالم يفوت وكمال عبد اللطيف وغيرهم.
كما سيتم التطرق لبدايات الدرس الفلسفي بالمغرب الذي كان مصطفى العمري (88 سنة) أحد واضعي لبناته الأولى، من خلال اشتراكه منتصف الستينات رفقة المفكر الراحل محمد عابد الجابري والراحل أحمد السطاتي بتأليف كتاب “دروس الفلسفة” لطلاب الباكلوريا في جزأين: الجزء الأول في “الأخلاق والميتافيزيقا”، والثاني “في مناهج العلوم وعلم الاجتماع وعلم النفس”. ثم أردفوه في يناير 1967 بكتاب “الفكر الإسلامي ودراسة المؤلفات ” حسب برنامج الباكلوريا. وقد أقر الكتابان من طرف وزارة التعليم. وكان لهما صدى وترحاب كبيران لدى الأساتذة والطلاب.
وكانت هذه المؤلفات مدخلا هاما في التعرف على الفكر الفلسفي أكثر، والعلوم الإنسانية التي كانت في طريق فرض ذاتها في الفكر المغربي الحديث، من خلال التركيز على التعريف بتاريخ الفلسفة والمدارس التي عالجت مختلف القضايا الفلسفية، فضلا عن الاتجاهات الفكرية سواء في الفلسفة أو العلوم الإنسانية.
كما تضمن الشق المتعلق بالفكر الإسلامي نشأته وعوامل تطوره من خلال مجموعة من المحاور هي “العقيدة والشريعة بين العقل والنقل” و”العقيدة بين النص والتأويل” و”الشريعة بين التقليد والاجتهاد” و”الدين وتنظيم المجتمع” و”بين الأصالة والاقتباس” و”عصر الانحطاط” و”الفكر الإسلامي الحديث”.
وتلقى العمري تكوينه في مجال الفلسفة بالمغرب ومصر وسوريا، خلال منتصف الخمسينات، قبل العودة إلى المغرب سنة 1960، حيث شغل مهام أستاذ السلك الثاني للاجتماعيات ثم الفلسفة، قبل أن يعين أستاذا لعلم النفس التربوي بالمركز التربوي الجهوي درب غلف بالبيضاء.