كيف تكونين لطيفة و حازمة مع طفلك في التربية

اللطف والحزم كلمتان متناقضتان ولكن عندما تجتمعان في التربية تولّدان قدرة خارقة على ضبط الطفل وتربيته بدون إفساده.. فهل يمكن الجمع ما بين اللطف والحزم في التربية؟

يجيد العديد من الأهل إما أن يكونوا لطيفين وإما حازمين. ويكونون حازمين (صارمين، مزعجين، متحكمين ومعاقبين) لاعتقادهم أن الطفل يحتاج إلى التأديب والنظام وأنهم سيفسدونه من دون ذلك. وإما يكونون لطيفين مع أولادهم فلا يتمكنون من الالتزام بالنتائج الموعودة ويجعلون أولادهم يفلتون من أخطائهم الخاصة، ويقدمون لهم الكثير مما لذ وطاب لاعتقادهم بأنهم سيربون بهذه الطريقة طفلاً سعيداً يحترم ذاته. لسوء الحظ أن هاتين الطريقتين المتطرفتين في التربية ليستا فاعلتين.
التعامل بخشونة مع الصبيان.

من المؤسف أن الباحثين وجدوا أن الأهل والمدرسين يتعاملون غالباً بشكل قاسٍ مع الفتيان أكثر مما يفعلون مع الفتيات. وينبع هذا عادة من رغبة غير واعية في جعلهم أقسى. وكما يشرح الدكتور دان كيندلون والدكتور مايكل تومسون في كتابهما Raising Cain: Protecting the Emotional Life of Boys : “يُفترض بالتربية القاسية أن تساعد على صنع رجل من الصبي: يحتاج إلى معاملة قاسية لتشكيله. يُعتقد أن الصبيان لا يتقبلون الاقتراحات اللطيفة وهم أكثر قدرة على تحمّل الإساءة. يعكس هذا التمييز الجنسي اعتقادنا الثقافي الكامن بأن الصبيان خلقوا من “مادة مختلفة” عن الفتيات. وعندما يتعلق بقدرتهم على الإيذاء والغضب يتبين أن هذا الافتراض غير صحيح”.

تحذير! ينبغي حتى على الأهل المحبين أن ينتبهوا لطريقة تربيتهم لأبنائهم. وجدت إحدى الدراسات أن الأهل “العاديين»” يميلون إلى استخدام العقاب الجسدي (الصفع على المؤخرة، الصفع على الوجه، السوق بعنف) بقدر الأهل المسيئين، عندما يركض الصبي إلى الشارع أو يكسر غرضاً قيّماً أو يتصرف بشكل متهور… وهي أمور يميل الصبيان إلى القيام بها أكثر من الفتيات.

لطف وحزم في الوقت نفسه
كان الدكتور درايكورز أول من علّم الأهل أن يكونوا لطيفين وحازمين في الوقت نفسه. استناداً إلى جاين نيلسون، دكتوراه في التربية، ولين لوت، ماجستير، والدكتور ستيفن غلين في كتابهم Positive Discipline A-Z: 1001 Solutions to Everyday Parenting Problems : “الحزم يعني استخدام مبادئ التربية المناسبة بثقة. واللطف يعني أن تحافظي على كرامتك وعلى احترامك لذاتك ولطفلك فيما أنت تستخدمين مبادئ التربية هذه”. بمعنى آخر، اللطف يظهر الاحترام لإنسانية طفلك فيما يظهر الحزم احترامك لذاتك ولمتطلبات الموقف.

يحتاج استخدام الحزم واللطف في آن معاً تمريناً فمعظم الأهل اعتادوا أن ينتقلوا من إحدى الحالتين إلى الأخرى كرقّاص ساعة لا يمكن السيطرة عليه. إنّ التصرف بلطف وحزم في الوقت عينه هو مفتاح سحري في تربية ابنك يدعوه لاحترام الحدود (واحترامك) فيما هو يشعر بالأمان وبأنه محبوب.

اي فراشة

 

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا