كيف تتعامل مع الإرهاق المصاحب للسرطان ؟

يحدث الإرهاق المصاحب للسرطان نتيجة لعوامل عدة. وتختلف هذه العوامل بشكل كبير بين مصاب وآخر. وهذا بحسب موقع “www.mayoclinic.org”.
وتتضمن هذه العوامل ما يلي:

– السرطان بحد ذاته، فهو يحدث تغيرات في الجسم قد تفضي إلى الإرهاق. فعلى سبيل المثال، بعض أنواع السرطان تطلق بروتينات تعرف بالسيتوكينات، والتي تقوم بدورها بالتسبب بالإرهاق. وهناك أنواع أخرى تزيد من حاجة الجسم إلى الطاقة. ومنها ما يضعف العضلات. ومنها ما يدمر أعضاء معينة في الجسم، وتشمل هذه الأعضاء الكلى والكبد والرئتين والقلب. ومنها ما يحدث تغيرات في هرمونات الجسم. وكل ذلك يؤدي بدوره إلى إصابة الشخص بالإرهاق.

 الإرهاق المصاحب للسرطان
الإرهاق المصاحب للسرطان

– علاجات السرطان، فالعلاج الكيماوي والإشعاعي والبيولوجي والعمليات الجراحية وزرع نخاع العظم كلها تسبب الإرهاق. فالمصاب قد يشعر بالإرهاق نتيجة لقيام العلاج الكيماوي والإشعاعي بتدمير الخلايا كونه لا يدمر الخلايا السرطانية فقط، وإنما أيضا يدمر خلايا سليمة. فالشعور بالإرهاق يحدث مع محاولات الجسم لترميم الخلايا والأنسجة السليمة التي استهدفها العلاج الكيماوي والإشعاعي.. ويشار إلى أن الأعراض الجانبية لبعض العلاجات تؤدي إلى الشعور بالإرهاق.

– فقر الدم، والذي يسبب بحد ذاته الإرهاق. فقد يصاب مريض السرطان بفقر الدم إن قامت العلاجات بتدمير الكثير من خلايا الدم الحمراء. كما أنه قد يصاب أيضا بفقر الدم إن انتشر السرطان إلى نخاع العظم أو تعارض مع إنتاج خلايا الدم أو سبب فقدان الدم.

– الألم، فإن كان المصاب يعاني من ألم ناجم عن السرطان، فإنه يصبح أقل نشاطا ويقل ما يتناوله من طعام ويصاب بالأرق والاكتئاب. كل ذلك يؤدي إلى الشعور بالإرهاق.

– الحالات النفسية التي قد تؤدي إليها معرفة الشخص بتشخيصه بالسرطان، منها القلق والضغط النفسي والاكتئاب. كل ذلك يؤدي إلى الشعور بالإرهاق.

– الحرمان من النوم، فإن كان المصاب يحصل على كميات قليلة من النوم أو كان ينام بشكل متقطع، فهذا يعد عاملا مهما من العوامل المسببة للشعور بالإرهاق.

– ضعف التغذية، فأي شخص ﻻ يحصل على التغذية الكاملة، فإن جسده ﻻ يعمل بفعالية. ومع مرض السرطان، تحدث تغيرات في حاجة الشخص للغذاء وقدرة جسده على معالجة الطعام. ويفضي ذلك إلى الشعور بالإرهاق. فعلى سبيل المثال، قد يحتاج المصاب إلى تغذية أكثر من المعتاد أو قد يصبح غير قادر على معالجة المواد الغذائية بجسمه بالشكل الصحيح. فضلا عن ذلك، فإن شهية المصاب قد تنخفض أو تقوم الأعراض الجانبية للعلاجات، منها ما تسببه بعض العلاجات الكيماوية من غثيان وتقيؤ، بجعل تناول الطعام أمرا صعبا. وذلك يسبب الشعور بالإرهاق.

– استخدام الأدوية، فبعض الأدوية، منها المسكنات القوية التي تعطى لمصابي السرطان، تسبب الشعور بالإرهاق.

– التغيرات الهرمونية؛ إذ إنها تحدث بشكل كبير خلال علاج السرطان. فالعلاجات الهرمونية تعد شائعة لعلاج أنواع معينة من السرطان، وتسبب هذه العلاجات تغيرات في الجسم تفضي إلى الإرهاق. وفضلا عن ذلك، فقد تحدث كعرض جانبي لبعض علاجات السرطان، منها العمليات الجراحية والعلاج الإشعاعي والكيماوي. كما أن حدوث تغيرات في أعضاء معينة في الجسم بسبب السرطان، منها الغدة الدرقية والمبيض، تسبب تغيرات هرمونية.

ومن الجدير بالذكر أن الإرهاق ليس بالضرورة أن يصيب جميع مصابي السرطان. كما أن درجة شدة الإرهاق تتفاوت بين مصاب وآخر. فضلا عن ذلك، فهناك من يصابون بالإرهاق بشكل متواصل، غير أن هناك من يصابون به بين الحين والآخر.

أما عن طرق التعامل مع هذا الإرهاق، فهي تنقسم إلى إجرءات طبية وأخرى تستند على الرعاية الذاتية كما يلي:

– الإجراءات الطبية، فهناك أدوية تعالج السبب وراء الشعور بالإرهاق. فعلى سبيل المثال، من كان يعاني من الإرهاق نتيجة لإصابته بفقر الدم، فإن إعطاءه وحدات من الدم قد تساعد على إزالة ذلك الشعور. كما أن استخدام الأدوية المحفزة لنخاع العظم لإنتاج المزيد من كريات دم حمراء قد تكون خيارا آخر.

– الرعاية الذاتية، والتي تنقسم إلى أشكال عدة، منها أخذ استراحات قصيرة للنوم أو الاسترخاء خلال اليوم بدﻻ من أخذ استراحات طويلة. علاوة على الحفاظ صحة عبر تناول نظام غذائي متوازن وصحي بالإضافة إلى الحصول على الكثير من السوائل.

وأخيرا، قم بإعلام طبيبك بأنك مصاب بالإرهاق ليقوم بالإجراءات اللازمة. واعلم أن الإرهاق ليس أمرا واقعا لدى مصابي السرطان ويجب التعايش معه.

ليما علي عبد
مترجمة
وكاتبة تقارير طبية
lima.abed@altibbi.com
Twitter: @LimaAbd

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا