فنّانون جزائريون أَحَبّهم المغاربة رغم عداوة السّياسَة

“راني نادم على الليام”، “عايشة”، “بختة”، “درجة درجة”، و”صاحبي شاوالا هادا”، و”باتونّس بيك”… هي أغاني ضمن أخرى اشتهرت داخل المغرب وصدحت بها أصوات فنانين جزائريين، أحبها الشباب ورددها منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي وإلى حدود اليوم، فيما استطاعت تلك الأغاني تجاوز عقبات السياسة التي نشبت بين الجارتَين، ومدت جسورا للتواصل الشعبي لم توفق في مدّها باقي المجالات، إلى حدّ مَا.

حُبّ المغاربة لموسيقى الراي الجزائرية وصل إلى الملك محمد السادس، الذي عُرِف عنه ولعُه بهذا النوع الشعبي من الغناء، حيث سبق له الاحتفاء بعدد من مطربيه، من بينهم الشاب خالد، الذي يُردّد علاقة الصداقة الوطيدة التي تجمعه مع الملك، وصلت إلى درجة منح الأخير لملك الراي الجنسية المغربية هذه السنة، فيما وصل الاهتمام المغربي بمُطربي الجزائر إلى ظفر الراحلة “وردة” بتوشيح ملكي بوسام العرش من درجة قائد عام 2009، وتمثيل المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة٬ للملك في مراسم تشييعها العام الماضي بالعاصمة الجزائر.

أغلبهم يلقب بملوك “الراي” وتُصَدّر أسماؤهم بكلمة “شاب”، بين خالد ومامي وبلال ونصرو والراحل حسني، قدموا خلال مسيرتهم الفنية المئات من الأغاني التي لا زال تحفظها فئة من المغاربة، فيما شكلت وردة الجزائرية الخيط الناظم بين الطرب العربي الأصيل والأصول المغاربية ، ولقبت بـ”أميرة الطرب العربي” كأبرز فنانات الزمن الجميل.

نجوم الراي… سفراء لدى المغاربة

بداية صيحة الراي كانت مع خالد حاجّ إبراهيم، الملقب بالشاب خالد، الذي أصدر ألبومي “هذا رايكوم” (1985) و”وين الهربة وين” (1988) بالمغرب، لتنطلق مسيرته الفنية عبر إحياء حفلات بالجارتين ولأبناء الجالية بأوربا، لتعرف بذلك أغانيه شهرة واسعة، من قبيل “دي دي” المثيرة للجدل، و”بختا” و”الشابة يا الشابة” و”صحرا” و”عايشة” وآخرها ألبوم “c’est la vie” الذي أنجز بتعاون مع الموزع الموسيقي العالمي ريدوان..

رغم أن حياته الفنية لم تكن طويل، استطاع الشاب حسني أن يصل إلى أسواق “الكاسيت” المغربية بإنتاج المئات من أغاني الراي، التي بدأها عام 1986، لتتناسل العشرات من الألبومات في ظرف زمني قياسي، أشهرها، “طال غيابك يا غزالي” و”راني خليتها ليك أمانة” و”الفيزا”، كما اشتهر بإعادة ألحان بعض الأغاني العربية على طريقته الخاصة مثل “علاش يا بنت الناس” (كلام الناس لجورج وسوف) و”راني خليتها لك أمانة” (موسيقى مسلسل ليالي الحلمية)، و”غدار” (موسيقى خوليو إغليسياس).. لتنتهي مسيرة “حسني شقرون” الفنية باغتيال غامض عام 1994، حيث وجهت أصابه الاتهام لإحدى الجماعات الجزائرية الإسلامية المسلحة.

“شابّ” آخر وجد له طريقا مفروشا بالورود في الساحة المغربية، بإنتاج أغانٍ نمطية خاصة بمواضيع الحياة وأتعابها وأحوال العلاقات الإنسانية، وكذا بشكله الظاهري المثير، هو الشاب بلال، الذي تُوّج عام 2003 كأفضل مُغنٍ بالجزائر، بعد مسار فني دشنه عام 1996، بأغانٍ مثل “البابور لي جابني” و”درجة درجة” و”سيدي سيدي” و”سافا سافا” و”كاع نبغو الدراهم” و”صاحبي شاو لاهادا”، قبل أن تتوجه علاقته مع المغرب بإصدار أغنية “قوليه قوليه” مع فرقة الراب المغربية الشهيرة “فناير” الداعية إلى توثيق العلاقات الجزائرية والمغربية.

السيكتور “أقسم بالله”

“أقسم بالله”.. عبارة رددها كثيرا العديد من المغاربة، واشتهر بها الكوميدي الجزائري عبد القادر السيكتوري، الذي استطاع أن يخترق الصف الفني والفكاهي المغربي بعد أن كان مشهورا على موقع يوتوب، فيما يعترف السكتور بأن الفضل في شهرته يرجع للكوميدي الفرنسي من أصل مغربي جمال الدبوز، الذي عرفه إلى الجمهور المغاربي بعد أن كان ينشّط حفلات الأعراس بمسقط رأسه في الغزوات الجزائرية.

بعد 2009، استطاع السيكتور أن ينشط بشكل ملفت في إطار مهرجانات الضحك التي تقام داخل المغرب، منها مهرجان مراكش وأكادير، إضافة إلى أخرى يحييها أمام أبناء الجالية المغاربية بفرنسا؛ نجاح تمكن من خلاله السيكتور أن يدخل قلوب شريحة من المغاربة عبر عروض جمعته بالكوميدي الفنان حسن الفذ، يعتمد فيها على اللهجة المحلية لمنطقة غزوات الجزائرية، فيما أفلح في الظهور على لوحات الإشهار الخارجية والوصلات التلفزية لإحدى شركات الاتصالات الشهيرة بالمغرب.

هسبريس ©

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا