زبيدة طباخة متجولة في مدينة الدار البيضاء تكتب قصة كفاح من أجل الرغيف

بملامح مبتسمة تحتشم وراء سمار الشمس المطبوع فوق جبينها، تقف زبيدة ملتحفة بفخر كبير بجانب دراجتها النارية، تملؤها بأطباق مغربية أعدتها بكثير من الحب داخل منزلها، لتبدأ عملية توزيع وجبات غذائية طرية وصحية على زبنائها في مدينة الدار البيضاء.

زبيدة، امرأة أربعينية، متزوجة، وأم لثلاثة أطفال، غادرت المدرسة باكرا فلم تجد من المؤهلات ما يسندها هزات الزمن، لكن لأن العلم يكسبه الإنسان في مدرسة الحياة قررت هذه المرأة العصامية أن تشمر عن ساعديها وتبحث عن مورد رزق إضافي لكي لا تفقد أسرتها التوازن والحق في عيش حياة كريمة، وذلك بعد أن فقد الزوج عمله القار.

اشتغلت زبيدة في بداية مشوارها في تجارة الملابس، تقتني الملابس بالجملة، ثم تبيعها للجيران والمعارف والعائلة، بعدها قررت أن تغير بضاعتها واختارت بيع أطباق مغربية تعدها في بيتها ثم تبيعها للموظفين، بالقرب من مراكز تجارية بشاطى عين الذئاب، بالإضافة إلى توزيع الأطباق على زبنائها في الشركات والمؤسسات البنكية ومراكز الاتصال والإدارات العمومية.

لم تكن تعلم زبيدة أن صورة التقطها لها أحد المواطنين بالصدفة ستغير من مجرى يومها، وتجعل هاتفها لا تتوقف اتصالاته، بعدما تمت مشاركة الصورة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لتكسب العشرات من الزبناء الجدد، وتعاطف المئات من المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي داخل المغرب وخارجه.

تقول زبيدة في حديثها مع “اليوم 24” إنها منذ يوم أمس الاثنين، لم يتوقف هاتفها عن الرن، وتلقت العشرات من الاتصالات من زبناء داخل مدينة الدار البيضاء يطلبون الاستفادة من خدماتها، ومن مواطنين داخل المغرب وخارج يشجعونها على عصاميتها وعن العمل الذي تقوم به والصورة الإيجابية التي ترسمها عن المرأة المغربية.

زبيدة تتحدث عن عملها بكل فخر، وتقول إن الصورة التقطها لها أحد المواطنين بالصدفة، حتى تفاجأت باتصالات بعض معارفها يخبرونها أن صورتها منتشرة على فيسبوك، “ربي مني كبغي للعبد شي حاجة تيسخر ليه السبب، وهاد الصورة ممكن تكون هي السبب في تحقيق حلمي”.

أحلام زبيدة لا تتوقف عن توزيع الأكل فوق دراجة نارية، بل تطمح إلى امتلاك محل خاص بها تعد فيها الأطباق بكمية كبيرة لتستطيع تلبية حاجيات زبنائها، خصوصا أن الطلبات بعد انتشار صورتها ارتفعت في اليومين الأخيرين، بسبب الشهرة التي حققتها بفضل الصورة.

 

قد يعجبك ايضا