تلاميذ يكشفون عن أخطاء وثغرات بمنظومة مسار

بمجرد ما أعلنت وزارة التربية الوطنية عن تطبيق منظومة مسار حتى خرج تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية بسائر المدن المغربية في احتجاجات عارمة رافضين خلالها هذه المنظومة التربوية وأكدوا على أنها لا تساير واقع التعليم بالمغرب وعللوا ذلك بأن قطاع التعليم يعرف اختلالات كثيرة ولم يصل بعد الى مصاف الدول المتقدمة التي تعتمد على تقنيات المعلوميات والانترنيت.

عن akhbarona ©

لحظة الاعلان عن “مسار” من طرف وزارة التربية الوطنية

محمد العافي اسم مستعار لأستاذ لمادة الرياضيات بمؤسسة تعليمية ببني ملال تحدث “لاخبارنا” عن صدمته واستغرابه للكيفية التي تم من خلالها الاعلان عن منظومة “مسار” وأكد بانه لم يسمع قط عنها إلا بعد الاعلان من طرف الوزارة في بلاغها ، ولم يتم التواصل معهم واطلاعهم عنها إلا بعد انفجار الاحتجاجات.

أستاذة بمؤسسة تعليمية بمنطقة جبلية بجماعة تابعة لبني ملال أكدت ” لاخبارنا ” على أنها بدورها لم يتم التواصل معها ولم تفهم ما هو “مسار” كما طرحت إشكالية لم تأخذها وزارتها بعين الاعتبار تجاه الأطر التربوية التي تعمل بمناطق معزولة و خارجة عن تغطية شبكات الاتصالات والانترنيت وتساءلت كيف سيطلع أباء وأولياء تلاميذ هذه المناطق على نقط أبنائهم إذا كان أغلبهم لم يتم ربط منازلهم ودواويرهم بعد بشبكة التيار الكهربائي وشبكة الاتصالات وهذا ما يؤكد حسب قولها أن وزارة بلمختار بعيدة كل البعد عن الواقعية في تطبيقها لمسار.

أخطاء وزارة التربية الوطنية قبل تطبيق مسار في نظر المفتشين والمدراء

أكد مفتش تعليم ” لاخبارنا ” أن أكبر وأفدح خطأ ارتكبته الوزارة هو عدم تواصلها مع المفتشين والمدراء ونفى ان يكون قد تلقى أي تكوين في ما يخص تطبيق منظومة مسار قبل شروعها في العمل بل ما يدل على غياب التواصل بين وزارته وبين المفتشين التربويين هو عدم استشارتهم او الاجتماع بهم لشرح مضامين هذه المنظومة الغامضة وتم اخبارهم فقط عبر ارساليات ومذكرات وزارية، كما أضاف أنهم بذلوا مجهودا فرديا مضنيا للاطلاع عليها وفهمها لاسيما أن الوزارة كلفتهم بتشكيل لجان للتواصل مع المدراء والأساتذة قصد التفسير لهم “مسار” الذي هم بدورهم لا يعرفون عنه شيئا ، ويؤكد المفتش التربوي ان فشل مسار كان منتظرا لأنه لحد الآن لا يزال غامضا وغير مفهوم.

مدير تربوي تحدث ” لاخبارنا ” عن عدم فهمه لحد الآن لهذه المنظومة التي في نظره لا تساير واقع التعليم المغربي نظرا لأن بعض الاطر التربوية لا تجيد ولا تتقن العمل على الحاسوب ولم تتلقى اي تكوين من الوزارة او الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين في هذا المجال اللهم بعض الأطر التي اعتمدت على نفسها وعلى امكانياتها الخاصة في تعلم واتقان الاعلاميات ، الى جانب بعض المبادرات الخجولة للوزارة في تكوين بعضهم، وأضاف المدير التربوي أنه يعتمد على مجهوده الشخصي لفهم هذه المنظومة وقضاء الليالي في تعلم وفهم طريقة الاشتغال ببرنامج مسار.

احتجاجات التلاميذ على مسار ورد فعل وزارة التربية الوطنية

احتجاجات التلاميذ آنذاك قوبلت بالرفض والتعنت من طرف وزارة التربية الوطنية وبعض الأطر التربوية المؤيدة للمنظومة معللين ذلك بكون التلاميذ المحتجين لا يفقهون شيئا عن مسار ولم يطلعوا عليها لكي يفهموها واتهمتهم بالاحتجاج من أجل الاحتجاج وأصرت في تطبيق المنظومة على أنها خالية من الأخطاء رغم أن التلاميذ ومعهم شريحة واسعة من الاساتذة أكدوا على أخطاء ستعرفها منظومة مسار.

فشل مسار بعد اكتشاف أخطاء فادحة من طرف التلاميذ والأطر التربوية

تحدث بعض تلاميذ المؤسسات التعليمية ” لاخبارنا ” عن أخطاء فادحة اكتشفوها خلال اطلاعهم على منظومة مسار ، فأحدهم أكد على أنه حصل بمادة الفرنسية على نقط التالية 16 و 12 لكنه تفاجأ عندما لا حظ ان النقط التي اعتمدها برنامج المنظومة ليست نقاطه الحقيقية حيث تم تدوين 02 بدل 12 وبعدما أخبر أستاذه عمل هذا الأخير على تبليغ الجهات الساهرة على ذلك وتم تصحيح نقط التلميذ ولو انه لم يلاحظ الخطأ يقول التلميذ ساخرا “مشات على عيني ضبابة” .

أما تلميذ آخر يكشف ” لاخبارنا ” ثغرة في منظومة مسار تهم مشاركة التلميذ داخل الفصل وهو الجانب الذي لم تأخذه وزارة التربية الوطنية بعين الاعتبار حسب قوله، وأعطى مثالا في هذا الجانب حين أكد أنه عندما يحصل التلميذ مثلا على نقطة 12.98 أو 11.25 في احدى المواد يأخذ أستاذه بعين الاعتبار جانب المشاركة للتلميذ داخل الفصل ويضع له بدل 12.98 النقطة 13.00 وبدل 11.25 يضع النقطة 12.00 لكن برنامج مسار يحرمهم من ذلك ويحذف لهم ما بعد الفاصلة ليضع 12.00 بدل 12.98 و11.00 بدل 11.25 وبذلك يتساوى التلميذ الذي يبذل مجهوده بالمشاركة داخل القسم وبين التلميذ الذي يظل صامتا أو مشاغبا.

فشل مسار في مهمتها

وبعد شروع وزارة التربية الوطنية في العمل بهذه المنظومة التربوية الجديدة اعتقادا منها أنها ناجحة رغم الانتقادات والاحتجاجات ، تبين اليوم بأن هؤلاء التلاميذ المحتجون كانوا على صواب ويمكن القول عليهم : “أصاب التلاميذ وأخطأت الوزارة” خصوصا بعدما تسلموا نتائجهم لهذه الدورة الدراسية من طرف مؤسساتهم التعليمية بعيدا عن برنامج مسار الشيء الذي أحرج الوزارة فدفع ذلك بعض مسؤوليها في محاولة منهم للتغطية عن فشل المنظومة للتحدث عن اختراق المنظومة والاعتراف بمشاكل واخطاء في معطيات خاصة بنتائج التلاميذ ، هذه التبريرات اعتبرها التلاميذ الذين استقينا اراءهم كمن يحجب الشمس بالغربال.

قد يعجبك ايضا
عرض التعليقات (1)