المغرب : أطباء ناجحون ومدونون مؤثرون

استطاعت مجموعة من الأطباء المغاربة الجمع بين عالم التدوين الرقمي وعملهم اليومي فتميزوا في المجالين، ربما لأن كلاهما يعتبران طريقة من طرق العلاج. فالطب يعالج الناس للتخفيف من أمراضهم النفسية والجسدية، والتدوين يعالج قضايا الناس الاجتماعية والسياسية.

حق أساسي

هشام المرآة، اسم تميز في عالم التدوين ليصل إلى العالمية، فإضافة إلى مهمته كطبيب فهو ناشط مهتم بالإعلام الاجتماعي والسياسة في الشرق الأوسط، كما يشغل منصب مدير موقع دفاع الأصوات العالمية (أدفوكس)، وهي منظمة دولية تدافع عن حرية التعبير على الإنترنت، ومؤسس المدونة الجماعية “تولك مروركو” المهتمة بشؤون المغرب والحائزة على جائزتي الجمهور والتحكيم في مسابقة البوبز كأفضل مدونة إنجليزية في سنة 2010، ومؤسس “مامفكينش”، وهي منصة إعلام مواطن متخصصة في حرية التعبير بالمغرب حازت على الجائزة العالمية غلوبل فويسز في 2012 والتي استطاعت التفوق على عدد من المواقع الإخبارية والشبابية التي غطت حراك “الربيع العربي”.

التدوين هو نشاط يمكن الجميع من ممارسة حقه في حرية التعبير من دون رقابة، يقول هشام ل”هنا صوتك” ويضيف بقوله: “حرية التعبير من أركان بناء مجتمعات سليمة، سعيدة ومتطورة”، معتبرا أن الانترنت “وفر للجميع وسيلة لممارسة حق أساسي من حقوق الإنسان وهو أول حق يجب الدفاع عليه، لأنه ببساطة من دون هذه الحرية يستحيل الدفاع عن الحقوق الأساسية الأخرى، بما في ذلك الحق في المطالبة بنظام صحي عادل على سبيل المثال”.

متنفسي الوحيد

أما سناء الحناوي أو المعروفة باسم “مروكية” نسبة لاسم مدونتها والتي حازت سنة 2008 على جائزة أفضل مدونة بالعربية في المغرب ثم جائزة أفضل مدونة مغربية سنة 2011، كما تنشط في المجال الجمعوي والإنساني، قالت في تصريح ل”هنا صوتك”: “اعتبر التدوين دوما متنفسي الوحيد بعيدا عن عالم الوزرة البيضاء”. وتضيف سناء بقولها: “في بداياتي كنت أتجنب الكتابة عن كل ما له علاقة بالطب، لكن مؤخرا بدأت أتحدث قليلا عن بعض الحكايات التي أعيشها كطبيبة وتستحق أن أشاركها مع قراء مدونتي، لا أحاول أن أخصص وقتا محددا للطب وآخر للتدوين، فهما جزءان مهمان من حياتي ولا يسعني أن أعدل بينهما، وواقعي أعيشه كطبيبة ومدونة في نفس الوقت”.

امتداد الشغف

أنس الفيلالي طبيب مهتم بكل ما يخص التكنولوجيا الحديثة والانترنت، وهو صاحب مدونة “الأخ الأكبر” الفائزة بجائزة أحسن مدونة مغربية في سنة 2010 ومفجر قضية الصور المفبركة لأطفال غزة عبر مدونته. فقد أثبت أن تلك الصور تعود لأطفال فلسطينيين وليست لأطفال مغاربة ضحايا انتهاكات حدثت في جنوب المغرب على يد عناصر من الشرطة المغربية، كما ادعت ذلك الصحافة الإسبانية في حينه.

“الطبيب في التاريخ، كان يدعى بالحكيم، لتعدد علومه، و معرفته بخبايا الإنسان و لأنه مصدر حكمة و تبصر”، يقول أنس ل”هنا صوتك” مضيفا: “أظن أن التدوين هو امتداد لمهمة الطبيب فهو يعطي تشخيصا وعلاجا لمحيطه ومجتمعه من خلال التدوين وهو كذلك امتداد لشغف الطبيب بالاكتشاف والتعلم والاستفادة”.

خط النار

أيمن بوبوح طبيب مدون كان من بين المشاركين في أول قافلة طبية مغربية إلى داخل الأراضي السورية، نقل عبر سلسلة من التدوينات معاناة الشعب والمرضى معا. “الإعلام الآن هو إعلام المدونين ومن خلاله يجب نقل الحقيقة وتحمل المسؤولية لنقل الصورة الحقيقية إلى المغاربة خاصة أن الإعلام المغربي هو إعلام مغيب”. هكذا يقول أيمن وهو يتسلم جائزة المغرب ويب أواردس لسنة2013 عقب فوزه بلقب “مقال السنة” عن مذكرات طبيب مغربي على خط النار في سوريا.

هنا صوتك- هند السباعي الإدريسي

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا