الطبخ المغربي ضيفا على فنزويلاَ لوَصل الرّباط بكرَاكَاس

الطبخ المغربي ضيفا على فنزويلاَ لوَصل الرّباط بكرَاكَاس

المصدر: الطبخ المغربي ضيفا على فنزويلاَ لوَصل الرّباط بكرَاكَاس

عاشت ساكنة العاصمة الفنزويلية كراكاس، ومعها العديد من أفراد الجاليات الأجنبية المقيمة في هذه المدينة، على إيقاع سفر عبر فن الطبخ المغربي، الذي سحر بنكهاته التي لا تقاوم وخصائصه المتفردة زوارالمركز التجاري “تولون”، أحد أضخم مراكز التسوق بكراكاس.

 

“أذواق ونكهات من المغرب” هكذا اختارت إحدى المطاعم بمركز تولون التجاري أن يزين مدخل بابه الزجاجي، عبارة كانت كافية لأن تشد الانتباه إليها ليمتلئ المكان عن آخره بمن يستهويهم السفر من خلال عبير الطبخ المغربي الأصيل، بأطباقه المتنوعة والغنية العابقة بكل التقاليد العريقة.

“كانت في البداية مجرد فكرة خطرت ببالي وقلت في نفسي لمَ لا أجرب أن أخرج عن المألوف فيما أقدمه من أطباق لزوار المطعم، فوقع الاختيار على المطبخ المغربي” بهذه الكلمات راح رئيس الطباخين خلبيرتو مارتينيث يبوح عن سر هذا الاختيار، مضيفا أنه لم يكن يتوقع أن يحظى ذلك بالإقبال الذي ناله على مدى ثلاثة أيام الأخيرة.

ويرى مارتينيث ان تقديم وجبات العشاء للفنزويليين على الطريقة المغربية “شكل لحظة تلاقح وتفاعل ثقافي عز نظيرها” قبل أن يضيف أن “الطبخ المغربي له خصائص مميزة جدا وتحديدا طريقة استخدام التوابل التي تأسر الحواس”، إضافة إلى “قدرته العالية على المزج بين المملح والمحلى في تناغم تام بين الأذواق.. الأكيد أنها معادلة لا تستطيع العديد من المأكولات العالمية تحقيقها”.

ويسترسل قائلا: ” كل من زارنا خلال هذه الأيام لم يخف اندهاشه وإعجابه الكبير بالطبخ المغربي الذي يبدو أنه متفرد في كل شيء، فعلامات الرضا لا تفارق محيا الزائرين وهم يتذوقون أطباقا من عمق الثقافة المغربية الأصيلة كالبسطيلة والطاجين أو الكسكس الذي سحر لوحده بنكهته الخاصة عموم رواد المطعم”.

ومن بين هؤلاء الصحافية إليانا التي قالت إن “مطاعم الأكلات السريعة التي تنتشر كالفطر في كراكاس لا تروقها، بخلاف الطبخ الأصيل الذي يصل إلينا متوارثا جيلا بعد جيل.. إن الطبخ المغربي، الذي ما أن تتذوقه حتى يمنحك الإحساس وكأنك تتناول وجبة داخل بيتك أعدت يإتقان وتفان، ليس الجلوس على مائدة أكلة مغربية لمجرد إشباع البطن، بل رحلة بحث عن الذوق الرفيع”.

وتبدأ رحلة السفر إلى المغرب وعوالم مطبخه من داخل هذا المطعم عبر تقديم مقبلات من قبيل أطباق صغيرة من الباذنجان بنكهة الكمون والتوابل وأطباق أخرى من الفلفل والحمص والعدس والفاصوليا تم إعدادها على الطريقة المغربية المعروفة.

ويتذوق الحاضرون الأطباق الرئيسية والتي تضم على الخصوص طبقا من السمك المعد في الفرن تزينه دوائر الحامض والطماطم والبقدونس، كما يتنوع الاختيار في القائمة بين الطاجين المعد بلحم الدجاج أو الخروف وهو أيضا لا يخلو من نكهات التوابل الساحرة.

ويبقى طبق الكسكس، يضيف مارتينيث، أشهر وألذ أكلة مغربية نقدمها بالبصل المحلى بالعسل والحمص أو مزينا بجميع أنواع الخضر لاسيما الجزر واليقطين واللفت، ثم بعد هذه الأطباق الرئيسية يأتي دور الشاي المغربي بالنعناع الذي يقدم مرفقا بحلويات كعب الغزال .

وعلى امتداد هذه الأيام ظل المطعم محجا لكل فئات المجتمع الفنزويلي من إعلاميين ومثقفين وفنانين وسياسيين منهم الكثير ممن سمعوا بشهرة وأصالة الطبخ المغربي الذائعة في الآفاق فكانت فرصتهم للانغماس في رحلة استكشاف من خلال ما قدم إليهم من أطباق تعكس رهافة الذوق المغربي .

فلا عجب إذن، يقول مارثينيث، أن يصنف الطبخ المغربي ضمن خانة الأفضل والأروع عالميا بفضل التنوع والغنى الذي يتميز به، لكن مارتينيث يأسف لعدم إمكانية وجود مطاعم مغربية في عموم فنزويلا للتعريف بهذا الطبخ لدى الفنزويليين.

واعتبر أن المبادرة التي قام به مطعمه والتي لاقت نجاحا واستحسانا منقطع النظير ستدفعه إلى التفكير في تنظيم أيام أخرى تعريفا بهذا الطبخ الذي يعتبره ” إرثا ثقافيا للإنسانية يتعين الاستمتاع بمميزاته”.

وخلص مارتينيث إلى القول بأنه على الرغم من الخبرة التي اكتسبها في مجال الطبخ العالمي فان زيارة إلى المغرب في أقرب فرصة ستكون، لا محالة، مناسبة سانحة للتعرف عن قرب على طريقة تحضير وصفات بعض الأطباق لاسيما في مدن عتيقة من قبيل فاس ومراكش وسلا وذلك عملا بالمثل الشائع ” ليس من رأى كمن سمع”.

قد يعجبك ايضا
اترك تعليقا